حذرت "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية، اليوم الأحد، من وقوع كارثة إنسانية تهدد حياة الأهالي في حال عدم اتخاذ إجراءات وحلول تجاه إيقاف محطة علوك عن ضخ المياه إلى الحسكة وحبس حصة سورية من مياه نهر الفرات.
وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان رسمي، إن الاستمرار في حبس حصة سورية من مياه نهر الفرات أدى لانخفاض منسوب مياه نهر الفرات وبحيرات السدود، بما فيها سد الطبقة، إضافة لتوقف تسع محطات لضخ المياه، حرمت عدداً كبيراً من السكان من مياه الشرب.
وطالبت الإدارة في بيانها الأمم المتحدة بالقيام بدور فعال لإنقاذ سكان سورية عامة وشمال شرقي سورية خاصة، ومنع الجانب التركي من الاستمرار بما وصفتها بـ"جريمة الحرب" ضد السكان.
كما طالب البيان المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة آلاف السكان في عموم المناطق تجنباً لحدوث كارثة إنسانية.
وفي سياق متصل كشف مسؤول في المديرية العامة لمياه الشرب في الحسكة شمالي سورية، اليوم الأحد، عن مساعٍ أممية بوساطة "يونيسف" لضخ مياه محطة علوك الخاضعة للسيطرة التركية، إلى المدينة وقراها ومخيمات النازحين فيها.
وقال عيسى يونس، الرئيس المشارك لمديرية مياه الحسكة، في تصريح لوكالة "نورث برس"، إن مهمة يونيسف هي "مهمة إنسانية ولا علاقة لها بالسياسة".
وأوضح يونس أن الاتفاق "هو أن تزوّد الإدارة الذاتية محطة علوك بـ 6 ميغا واط من التيار الكهربائي من مدينة الدرباسية، مقابل تشغيل 18 بئراً وما فوق، بالإضافة إلى تشغيل أربع مضخات وما فوق كحد أدنى، ومتابعة مسار المياه من محطة علوك باتجاه مدينة الحسكة، وأشار إلى أن التفاهم الأخير لم يبدأ بعد لأن المحطة بحاجة إلى صيانة، مشيراً إلى أنه بعد إصلاح المحطة والمضخات الأفقية بالإضافة إلى تجهيز الآبار، سيتم ضخ المياه وبمدة زمنية مفترضة لا تتجاوز خمسة أيام.
بدوره لفت مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إلى أن أزمة المياه الأخيرة أثرت بشكل كبير على أهالي المحافظة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود بدائل، وشكك في الوقت ذاته باستمرار الاتفاق بين الأطراف في ظل عدم التزام كل طرف بوعوده.
ومن جانبه أعلن محافظ الحسكة التابع للنظام السوري، لؤي صيوح، بأنه ستتم إعادة ضخ المياه لمليون سوري خلال الساعات المقبلة، بعد إعادة تشغيل محطة مشروع "آبار علوك" بريف رأس العين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.
وأوضح صيوح في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أول أمس السبت، أن إعادة تشغيل المحطة ستتم من خلال تزويدها بالكهرباء عبر محطة كهرباء الدرباسية، وذلك بعد الانتهاء من عمليات الصيانة في محطة توليد كهرباء السويدية وذلك خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
وتقع محطة مياه علوك على بعد خمسة كم غربي رأس العين وتضمّ 50 بئراً للمياه، فيما عملية ضخّ المياه ترتبط بوصول التيار الكهربائي إلى المحطة من مصدرَين رئيسيَّين هما سدّ تشرين في ريف الرقة وبلدة السويدية في أقصى شمال شرقي الحسكة من ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وفي الأعوام الأخيرة، عانت مدينة الحسكة جرّاء انقطاع المياه عنها وعن جزء من ريفها، وذلك منذ سيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة المدعومة من قِبَلها على مدينتي تل أبيض في ريف الرقة ورأس العين في ريف الحسكة، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، في عملية أُطلق عليها اسم "نبع السلام" في ذلك الوقت.