يكرّر المعلّمون في أجزاء محافظة دير الزّور شرقيّ سوريّة مطالبهم لـ"الإدارة الذّاتيّة" بتحسين الواقع التعليمي في مدارس المنطقة، وعرضوا في أكثر من وقفة احتجاجيّة لهم المشاكل التي يعانيها القطاع التعليمي في المنطقة، الذي وصل إلى مراحل سيّئة، وخصوصاً في مناطق الرّيف الشّرقي من المحافظة، التي أكدوا تهميش دعم العملية التعليمّية فيها بالشّكل المطلوب، وفق لائحة مطالب لهم.
وطالب، أمس الثلاثاء، معلمون في بلدتي أبو حمام والكشكيّة في الريف الشّرقي لدير الزّور "الإدارة الذاتية" بتنفيذ مطالبهم، وهي: إعادة هيكلة لجنة التّربية والتّعليم وتمديد عقود المعلّمين الوكلاء، وإجراء مسابقة تعيين معلّمين ومعلّمات، وصرف بدل نقدي للمعلّمين الذين يعملون في خارج مناطقهم، أيضاً زيادة رواتب المعلّمين بما يضمن الحياة الكريمة لهم.
ودعوا خلال الوقفة المعلّمين في دير الزور إلى تنفيذ وقفات احتجاجية تطالب بتحسين واقع التعليم، ودعوا الأهالي للمطالبة أيضاً بحقّ أبنائهم بالتّعليم وتوظيف معلّمين، لا فصلهم.
الاحتجاجات على الواقع التعليمي في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" بدأت قبل أكثر من سنة. ففي مارس/ آذار من العام الماضي، وصلت احتجاجات المعلمين إلى مناطق واسعة في ريف دير الزّور والحسكة، وأضرب الكثير من المدارس عن العمل، وبعدها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته تجدّدت هذه الاحتجاجات والإضرابات في مناطق من دير الزور، واستمرت قرابة شهرين. وفي الوقت الحالي عادت للتجدد بمناطق ريف دير الزور الشرقي.
وأبرز مشكلتين في الوقت الحالي بمناطق ريف دير الزور، سرقة المدارس، وفصل أكثر من 600 معلّم وكيل من العمل من قبل "الإدارة الذّاتيّة"، كما أكّد الناشط الإعلامي إبراهيم الحسين المقيم في ريف دير الزور الشرقي لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "المدارس في ريف دير الزور ومستوى التعليم سيئ للغاية، لكون المدارس مهمّشة ومعرّضة للسّرقة والتّخريب منذ أكثر من 3 سنوات، ونحن نطالب المجلس المدنيّ والإدارة الذّاتيّة بتعيين حرس للمدارس، لكن دون آذان صاغية".
الفرق ما بين المدارس في دير الزور وباقي مناطق سيطرة الإدارة الذاتيّة هو وجود حرّاس وهذا السبب جعل مدارس دير الزور عرضة للسرقة
أضاف الحسين: "أبرز المشاكل التي نعاني منها في دير الزّور، وخصوصاً الرّيف الشّرقي في الفترة الأخيرة، فصل 600 معلّم وكيل، وهذا أثّر كثيراً بالطلاب. اليوم إذا أردنا المقارنة بين مدارس الرّقة والحسكة ودير الزّور، نجد أنّ عدد المعلّمين في دير الزّور قليل نسبة إلى الطّلاب، وفي الحسكة نسبة المعلّمين أكثر من نسبة الطّلاب".
أما عن سرقة المدارس وتجاهل حمايتها من قبل "الإدارة الذاتية"، فأوضح الحسين أن "أشخاصاً مجهولين يقومون بالتّخريب، وفي الغالب هم خلايا للنّظام السوري، المدارس كافة ليس فيها أي حراسة ليلية، وهم يستغلون هذا الوضع. لا يوجد أي ملاحقة لهؤلاء اللصوص، وحوادث السّرقة والتّخريب في المدارس تُقيَّد ضدّ مجهول".
ويوضح عبد السلام الحسين، مدير شبكة "نهر ميديا" المحلية في المنطقة لـ"العربي الجديد" أنّ الاحتجاجات في كلّ من الكشكيّة وأبو حمام مرتبطة باحتجاجات سابقة ومناطق أخرى، منها الاحتجاجات في الجرذي ومدينة البصيرة، وأغلب مطالب المعلّمين لا تحقّق، وأبسطها تعيين حرّاس للمدارس، لكونها تتعرض للسرقة والتخريب دورياً. أما سبب تجدد الاحتجاجات وفق ما أضاف "فهو عدم تنفيذ المطالب، وأساساً هي مستمرة من منطقة الشعيطات، وحتى مدينة البصيرة، لكن في كل فترة تحدث في منطقة".
ولفت إلى أن الفرق ما بين المدارس في دير الزور وباقي مناطق سيطرة الإدارة الذاتيّة، وجود حرّاس، وهذا السبب جعل مدارس دير الزور عرضة للسرقة.
المعلم خضر رجب أشار لـ"العربي الجديد" إلى أن المشاكل والمطالب ذاتها تتكرّر في ريف دير الزور الشرقي على المستوى التّعليمي، وسببها الأساسي تجاهل "الإدارة الذاتيّة"، لافتاً إلى أن الواقع التعليمي من سيّئ لأسوأ بسبب هذا التجاهل.
والقطاع التعليمي في دير الزّور الشرقي من أكثر القطاعات تضرّراً بعد إنهاء سيطرة تنظيم "داعش"، في آخر معاقله في الباغوز في مارس/ آذار من عام 2019.