سورية الأولى عالمياً بضحايا الألغام

11 نوفمبر 2021
أغلب ضحايا هذه الألغام هم من الأطفال (كريم كوشالار/ الأناضول)
+ الخط -

تهدّد الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب حياة المدنيين في العديد من المناطق السورية، لا سيما في مناطق شمال غرب البلاد المكتظة بمخيمات النازحين، ذات الكثافة السكانية العالية. وأغلب ضحايا هذه الألغام في المنطقة، هم من الأطفال الذين لا يدركون ماهية الذخائر غير المنفجرة ولا يعلمون مدى خطورتها، في الوقت الذي يحاول فيه الدفاع المدني السوري العمل على إزالتها في عموم المنطقة، مع نشر الوعي بين السكان عن كيفية التعامل مع هذه الذخائر ومخلفات الحرب، وتجنّب المخاطر الناجمة عنها والتي قد تصل إلى الموت.

يطلق الدفاع المدني السوري، بشكل دوري، حملات للتوعية حول هذا الموضوع على اعتباره الفريق الوحيد المختصّ بإزالة الذخائر ومخلّفات الحرب والألغام، وفق برنامج الذخائر المتفجرة لديه. وهو نظّم قبل أيام، جلسة توعوية عن الذخائر غير المنفجرة في إحدى مدارس قباسين، في ريف حلب الشرقي.

وقال المتطوع في الدفاع المدني السوري، ومنسّق برنامج الذخائر المتفجرة (UXO)، محمد سامي المحمد لـ"العربي الجديد"، إنّ الذخائر غير المنفجرة تشكّل خطراً طويل الأمد وقنابل موقوتة تهدّد حياة المدنيين، في المناطق السكنية والزراعية. وخلّف قصف النظام وروسيا على مدى السنوات الماضية الآلاف منها، وغالباً ما يكون الأطفال هم ضحاياها بسبب نقص الوعي لديهم.

وأكّد المحمد أنّ مهام الفريق تتمّ على ثلاثة مراحل. أولها التوعية، وتُعتبر عملية التوعية من أهم إجراءات مواجهة خطر الذخائر غير المنفجرة، ويقوم الفريق بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة، كما ينظم جلسات توعية للمدنيين لتنبيههم من خطر هذه الذخائر. ويركّز أعضاء الفريق على خطر الذخائر المتفجّرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصّة عنها فوراً. وتساعد فرق التوعية بالدفاع المدني فرق برنامج الذخائر المتفجرة بهذه المهمة، حيث تشمل عمليات التوعية طلاب المدارس والمخيمات والتجمّعات السكانية.

والمهمة الثانية وفق المحمد، هي عمليات المسح: وتتمّ بكافة مناطق الشمال السوري، وتقوم الفرق بوسم المناطق الملوّثة بالذخائر تمهيداً لإزالتها. وقامت فرق المسح في عام 2021 بإجراء257 عملية مسح، تمّ فيها تحديد أكثر من 235 منطقة ملوّثة.

أمّا المهمة الأخيرة التي أشار إليها المحمد، هي مرحلة الإزالة. فبعد الوصول للمنطقة
الموسومة، تجري عملية بحث في المكان الملوّث بشكل دقيق وتتمّ عملية إتلاف الذخائر (كل ذخيرة على حدة) بحرفية عالية ومهنية، من قبل الفرق التي تحرص على إتلافها بشكل كامل.

الطفلة أمل، حضرت جلسة التوعية الأخيرة التي نظّمها الدفاع المدني في قباسين، بخصوص الذخائر المتفجرة ومخلّفات الحرب، وهي فقدت ابنة عمّتها بسبب الذخائر غير المنفجرة، وقالت: "كنّا نلعب بكرة صغيرة لكنها انفجرت وحرمتني ابنة عمي، هي أعزّ صديقاتي، أشتاق لها كثيراً، أرجو أن تنتهي الحرب في سورية ونعيش بأمان". 

وبحسب مرصد الألغام الأرضية، الذي بدأ عام 1999، سجّلت سورية للمرة الأولى أكبر عدد لضحايا الألغام، متقدّمة بذلك على أفغانستان. وبلغ عدد الضحايا الموثّقين لدى المرصد 2729 قتيلاً ومصاباً. وسورية من بين البلدان غير الموقّعة على معاهدة حظر الألغام.

ووثّق المرصد استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، التي تشارك في العمليات العسكرية في سورية، مرجحاً استخدام جماعات مسلّحة، غير حكومية، للألغام الأرضية. 

المساهمون