تتجهز مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، لدخول دفعة من لقاحات الكوليرا، بعد تقديمها من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" و"التحالف العالمي للقاحات" (GAVI)، وذلك بُغية إطلاق حملة تطعيم ضد المرض خلال الفترة المقبلة، لا سيما أنّ المنطقة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بالمرض، خلال الآونة الأخيرة.
وقالت "مديرية صحة إدلب"، في بيانٍ لها، اليوم الثلاثاء، إنه "ستدخل إلى الشمال السوري خلال اليومين القادمين دفعة من لقاحات الكوليرا مقدمة من منظمة يونيسف والتحالف العالمي للقاحات"، مؤكدةً أنّ "الدفعة تتكون من 1.702.000 جرعة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا من نوع إيفيكول"، مُشيرةً إلى أن "اللقاح آمن وفعال ويستخدم في معظم دول العالم".
وأوضحت المديرية أنّ دخول دفعات اللقاح يأتي "تمهيداً لإطلاق حملة تطعيم ضد المرض، تستهدف الأشخاص من عمر سنة فما فوق في مناطق سرمدا، والدانا، وأطمة، ومعرتمصرين، بريف إدلب، وناحية أعزاز بريف حلب كون هذه المناطق مكتظة بالمخيمات".
وبحسب المديرية، فإنّ منطقة شمال غربي سورية سجلت لغاية 14 يناير/ كانون الثاني الجاري أكثر من 37500 إصابة مشتبهة بمرض الكوليرا، منها حوالي 6000 حالة خلال الشهر الحالي فقط، موضحة أنّ عدد الوفيات وصل إلى 20 حالة وفاة، "ما يعني أنّ الوباء ما يزال في حالة تفشٍ كبيرة في المنطقة"، مطالبةً الأهالي بـ"التعامل مع المرض بجدية أكبر في التزام الإجراءات الوقائية، وهي النظافة الشخصية، والاهتمام بنظافة الطعام ومياه الشرب، والمسارعة لأخذ اللقاح حال توفره".
حسام السعيد نازح من ريف حماة الشمالي يقيم في تجمع مخيمات أطمة شمالي محافظة إدلب، قال في حديث لـ "العربي الجديد": "منذ قرابة 3 أسابيع أصبت بالتهاب أمعاء حاد وابنتي الصغيرة البالغة من العمر 5 أعوام أيضاً، اكتفينا بمراجعة أحد الأطباء دون إجراء أي تحاليل أو غيرها، وأبلغني الطبيب بضرورة الالتزام بالدواء والحمية سواء لي ولابنتي، وكانت عبارة عن بطاطس مسلوقة وأرز، مع الالتزام بتناول أدوية مطهرة للأمعاء وأدوية مضادة للإقياء. والذي علمته بعد شفائي أني قد أكون أصبت بالكوليرا، والسبب يعود للمياه أو قد يعود لضعف في النظافة، لا أعلم السبب حقيقة لكني أحرص على النظافة دائماً بالنسبة لي ولأفراد عائلتي الأربعة".
وأضاف السعيد "نحتاج بشكل عام للمنظفات سواء الشخصية أو المنظفات العامة، هي مرتفعة السعر، نشتريها من الأسواق تكون غير فعالة في الغالب، نحن كنازحين أعتقد نمر بعامنا الأسوأ في الوقت الحالي بسبب نقص التمويل".
بدوره، حذر فريق "منسقو استجابة سورية" من "ممارسة ازدواجية المعايير التي تقوم بها المنظمات الدولية تجاه حقوق المدنيين في الشمال السوري، وهذا ما لوحظ من خلال إبطاء دخول المساعدات الإنسانية وخاصةً الطارئة، والتي تتعلق بالقطاع الطبي في المنطقة".
وطالب الفريق، في بيانٍ له، اليوم الثلاثاء، الوكالات الدولية والمنظمات الإنسانية بـ"بذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم للمؤسسات الصحية في المنطقة، والعمل على احتواء الأمراض المنتشرة والحد من انتشارها، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للسكان المدنيين في المنطقة في ظل ارتفاع أسعار المواد بشكل كبير يفوق قدرة المدنيين على تأمينها بشكل يومي، وأبرزها المياه ومواد التعقيم والمواد الأخرى".