تعيش مناطق خاضعة للنظام السوري في حلب، أزمة في تأمين المياه الصالحة للاستخدام المنزلي، بسبب استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ما يفاقم من معاناة السكان خاصة مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وتعمل المضخات التي توصل المياه إلى خزانات المنازل بالكهرباء أو الوقود، ما يعني أن الانقطاع المستمر للكهرباء يؤدي إلى حرمان الأهالي من هذه المادة الأساسية والضرورية للعيش.
وتعاني معظم المناطق الخاضعة للنظام السوري من هذه الأزمة، لكنها تتفاوت من منطقة لأخرى، وذلك بسبب أزمة الوقود المستمرة التي بدورها أدت إلى أزمة كهرباء ولّدت بدورها مجموعة من المشكلات المعيشية، من بينها إيصال المياه الصالحة للشرب إلى المنازل وبخاصة المنازل المرتفعة.
وتقع معظم الأحياء الخاضعة للنظام في حلب في مناطق مرتفعة، والمنازل فيها طابقية بعضها على ارتفاع يزيد عن خمسة طوابق، ومع الضغط على شبكات المياه وانقطاع الكهرباء لا تصل المياه إلى المنازل المرتفعة، وفق ما أكده العديد من سكان حلب.
في حلب تعاني أحياء كثيرة منها سيف الدولة واﻹذاعة واﻷعظمية واﻷنصاري والمشهد والزبدية وصلاح الدين ومناطق في محيطها، من أزمة تأمين المياه، وهذه الأزمة تثقل كاهل الفقراء الذين لا يملكون ثمن شراء المياه في غياب أي دعم لهم من قبل حكومة النظام.
يقول سليم الذي فضل عدم كشف كنيته لأسباب أمنية، وهو من سكان حي سيف الدولة، إنّ المنطقة التي يسكن فيها تشهد كثافة سكانية عالية وعندما تصل المياه تعمل جميع مضخات المنازل في وقت واحد، وذلك يسبب ضغطاً على شبكة المياه ويكون صعود المياه نحو الطوابق العلوية صعباً، ومع انقطاع الكهرباء تبقى المنازل العلوية غالبا من دون مياه.
ويضيف لـ "العربي الجديد"، أن انقطاع الكهرباء لعدة أيام متتالية أو لقرابة 20 ساعة في اليوم، يحول دون إيصال المياه إلى منزل المواطن، خاصة إذا كان سكنه في منطقة عالية وفي بناء عال أيضاً، وبالتالي يلجأ المقتدر مادياً إلى شراء المياه من الصهاريج الجوالة.
المعاناة لا تنتهي
وبينت علبي أن تأمين المياه بالنسبة لزوجها من مصدر آخر مرهق اقتصادياً، إذ يعمل في البناء وفي كل يوم عند عودته هو بحاجة للاغتسال من آثار الغبار، ولكنه لا يغتسل بشكل يومي بسبب فقدان المياه وذلك أدى إلى إصابته بأكزيما جلدية.
يذكر أن مؤسسة التجارة التابعة للنظام السوري، خفضت في 7 يونيو/حزيران الماضي، مخصصات المحافظات من مياه الشرب إلى النصف، وعزت ذلك إلى انخفاض منسوب المياه في الآبار المعدنية وزيادة الطلب من قبل السكان.