نظّم ناشطون سودانيون، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية أمام مقر النيابة العامة، للمطالبة بوقف دفن آلاف الجثث المتعفنة بمشارح مستشفيات ولاية الخرطوم.
وجاءت الوقفة استجابة لدعوة من مبادرة "مفقود" ومنظمة "الشهداء"، وحمل المحتجون لافتات منددة بالإجراءات التي بدأت لتشريح ودفن الجثث، وهي القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في السودان نتيجة تراكم الجثث المتعفنة لسنوات ووصلت درجة التحلل لتعرضها للحشرات والفئران.
وكانت الحكومة قد شكّلت في إبريل/نيسان الماضي، لجنة لدفن الجثث المتراكمة بثلاجات المشارح والمستشفيات، والقيام بالأعمال الخاصة بالتعامل مع وفيات الطب الشرعي، واستكمال الإجراءات القانونية والعدلية والإدارية كافة، وحددت اللجنة تاريخ اليوم 25 سبتمبر/أيلول موعداً للبدء في عمليات الدفن.
وتثار شكوك حول وجود جثث لمفقودين أثناء فض اعتصام محيط قيادة الجيش في الخرطوم عام 2019، ضمن الجثث المتراكمة في المستشفيات والمشارح.
وقال المحامي عثمان بصري، عضو مبادرة "مفقود"، في كلمة خلال الوقفة الاحتجاجية، إنّ "اللجنة التي كُلفت بمباشرة إجراءات الدفن والتشريح تضم شخصيات مشكوكاً فيها"، متهماً جهات داخل الطب العدلي بتزوير تقارير طبية متضاربة، وتقديم معلومات مضللة لأسر المفقودين في الفترات السابقة، مشيراً إلى أنّ التحقيقات السابقة أثبتت تورط عاملين في المشارح بعمليات بيع الجثث.
وشدد بصري على وقف إجراءات الدفن والتشريح، على أن تقوم تلك العملية تحت إشراف دولي، والسماح بعودة اختصاصي أرجنتيني سبق وأن حضر إلى السودان للمساهمة في تشريح الجثث، لكن منعته النيابة العامة من مواصلة مهمته، مبيناً أنّ ذلك لو حدث سيبث الطمأنينة وسط أسر المفقودين لسلامة عمليات التشريح.