تكرر قوّات النظام السوري والمليشيات الموالية لها استهداف مدينة دارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال غربي سورية، مما تسبب في حرمان سكّان المدينة من مقيمين ونازحين من الأمان والهدوء حتى في ساعات الليل، وغالبا ما تكون هذه الساعات دامية مع سقوط ضحايا في المدينة.
وتسبب القصف، أمس الاثنين، في مقتل عماد صباغ الذي كان يعمل على ترميم منزله في المدينة الذي قصف قبل أيام، إذ قتل خلال ذهابه لتأمين احتياجات عائلته التي يعيل فيها 4 أطفال، كما أوضح الدفاع المدني السوري. مؤكدا أن الرجل قتل خلال سعيه لتوفير حياة كريمة لعائلته.
محمود فيصل من سكّان المدينة، يوضح لـ"العربي الجديد" أن عدد سكّانها حاليا لا يتجاوز 15 ألف نسمة، مع وجود النازحين من عدة مناطق في سورية من أرياف إدلب وحلب، لافتا إلى كون العدد الإجمالي قبل العمليات العسكرية الموسعة للنظام السوري قارب 50 ألف شخص.
أوضح فيصل أن قوات النظام عندما تقصف المدينة يسارع السكان للنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، البعض يقضي الوقت في الملاجئ، والبعض يغادر إلى مخيمات أو بيوت مسبقة الصنع في القرى القريبة منها الرفادة والقاطور وسمعان، ويتجهون نحو القرى التي لا تكون عرضة للقصف، ثم تعود الحياة بالتدريج للمدينة بعد توقف القصف.
وقال فيصل: "ركزت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية قصفها على المناطق الحيوية الحساسة في المدينة مؤخرا، حيث استهدفت المدارس والأفران والبنية التحتية الخاصة بالكهرباء، إضافة لاستهداف سوق الألبسة فيها".
وتسبب القصف خلال الأيام الماضية بشلل في العملية التعليمية، خاصة مع مخاوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس، حيث استهدفت مدرسة عائشة الكبرى في المدينة
يقول عبد السلام محمد أحد سكان المدينة لـ"العربي الجديد" إن استمرار القصف المكثف يؤدي إلى نزوح الآلاف من المدينة، معربا عن مخاوفه من تعطل الدراسة إذ إن العملية التعليمية تتوقف ليوم أو يومين بعد كل استهداف تفاديا لحدوث كارثة كبيرة، فضلا عن تهديد القطاع الصحي نظرا لاستهداف قوات النظام المرافق الحيوية والرئيسية داخل المدينة".
بدوره بيّن الإعلامي أحمد رشيد أن الوضع سيئ في المدينة في الوقت الحاضر، قائلا لـ"العربي الجديد" إن المدينة شهدت نزوحا كبيرا من الأهالي، والمدارس علقت عملها.
وتقع المدينة إلى الغرب من مدينة حلب على مسافة 30 كيلومترا، وعلى بعد 10 كم من الحدود السورية التركية، كما تقع على طريق إدلب عفرين، وكذا على طريق حلب عفرين وطريق حلب باب الهوى وعفرين باب الهوى. وبلغ عدد سكانها قبل الثورة عام 2012، نحو 50 ألفا وفق إحصائيات النظام السوري.