سفيرة "يونيسف" للنوايا الحسنة: إعلاء صوت الأطفال المتضررين من الاحترار المناخي

24 سبتمبر 2022
الناشطة الأوغندية فانيسا ناكاتي في تحرّك خاص بالمناخ (Getty)
+ الخط -

أُسندت إلى الناشطة البيئية الشابة فانيسا ناكاتي، وهي سفيرة النوايا الحسنة الأحدث تعييناً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، مهمّة إعلاء صوت الأطفال الأكثر تضرّراً من الاحترار المناخي لكي لا تبقى معاناتهم مجرّد أرقام وإحصاءات.

تقول الناشطة الأوغندية الشابة، البالغة من العمر 25 عاماً، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "كنت دائماً أفكّر خلال مسيرتي النضالية أنّ لكلّ طفل قصته الخاصة ليرويها، وأنّ كلّ قصة تقدّم حلاً وكلّ حلّ قد يساهم في تغيير حياة شخص ما". ومن خلال إنشاء منظمتها "رايز أب موفمنت"، حاذية بذلك حذو الناشطة المناخية السويدية غريتا تونبرغ، ساهمت فانيسا ناكاتي في إنشاء "منصّة تهدف إلى إيصال قصص هؤلاء الأطفال".

ومن مقرّ منظمة يونيسف، تضيف ناكاتي: "آمل أن أستمرّ في تحقيق خطوات مماثلة، وإيصال قصص الأطفال الذين التقيتهم في توركانا (كينيا) والأطفال في أوغندا وآخرين كثيرين تضرّروا من أزمة المناخ في مختلف أنحاء العالم". وتوضح: "هدفي يتمثّل في إيصال صوتهم لا أن أكون أنا صوتهم، لأنّ لكلّ واحد منهم صوته وقصته وتجربته". وتتابع ناكاتي: "لكنّ السؤال الفعلي هو: هل مِن أحد يستمع إلى ما نقول؟ أو يوليه اهتماماً؟".

وقد زارت الشابة أخيراً مستشفيات ومراكز تغذية تديرها منظمة يونيسف في توركانا، وهي منطقة كينية تعرّضت، مثل مناطق عدّة من القرن الأفريقي، لجفاف حاد أظهر ضعف هذه المنطقة في مواجهة التغيّر المناخي، الذي يُتوقّع أن تزداد وتيرتها وتصير أكثر حدّة مع الاحترار العالمي.

وتخبر ناكاتي: "قابلت أطفالاً كثيرين يعانون سوء تغذية حاداً بسبب الجفاف"، مضيفة أنّ "أحد الأطفال الذين قابلتهم آنذاك توفي في صباح اليوم التالي بحسب ما علمت". وترى أنّ لقاء هؤلاء الأطفال يتيح "لمَن يقابلهم أن ينتقل من مجرّد معرفة إحصاءات عنهم مكتوبة في مقالات، إلى معاينة حقيقة ما يعانونه على الأرض"، شارحة أنّ هؤلاء الأطفال إلى جانب أمهاتهم "يعكسون الصورة الحقيقية لما يحدث فعلياً". وتشير ناكاتي إلى أنّ الدليل على ذلك هو أنّ "إفادة عدد أكبر من الأمهات ومساعدة مزيد من الأطفال، من خلال توفير علاجات لسوء التغذية لهم، تتطلبان مبالغ إضافية من الأموال".

وتأمل الناشطة الأوغندية أنّ تتمكّن من زيارة مناطق أخرى تعاني أزمات لكي تستمع إلى قصص أطفال آخرين فيها. وتلفت منظمة يونيسف إلى أنّ نحو مليار طفل في العالم يعيشون في إحدى الدول الثلاث والثلاثين المصنّفة أنّها "تعاني خطراً كبيراً جداً" في مواجهة التأثيرات الناتجة عن التغيّر المناخي.

وبينما يُتوقّع أن تتضاعف وتيرة الجفاف والفيضانات والعواصف وموجات الحرّ نتيجة الاحترار المناخي الذي لا تكفي إجراءات الحكومات للحدّ منه، لا يولي العالم المنشغل بأزمتَي أوكرانيا وكورونا الوبائية اهتماماً كافياً للقضايا البيئية، بحسب ناكاتي التي تعدّ هذا الأمر "محبطاً". لكنّها ترى أنّ الأزمات التي يواجهها البشر مترابطة، وينبغي تالياً حلّها في الوقت نفسه. وتشرح أنّها "كما البازل، فإذا نقصت قطعة واحدة، فلن تكتمل الصورة مطلقاً". وتتابع أنّه "لا بدّ لزعماء العالم أن يفهموا أنّ الأرض هي بمثابة منزل لنا جميعاً، وعلينا أنّ نتأكد من أنّ سقفه بحالة جيدة ولا ثقوب فيه، لأنّ أيّ تسرّب من أيّ جزء سوف يؤثّر في النهاية على جميع الموجودين فيه، ربّما ليس فوراً، لكنّ الجميع سوف يتضرّر في النهاية".

(فرانس برس)

المساهمون