سفن حربية بنغالية تنقل 1700 من الروهينغا إلى جزيرة منعزلة

29 ديسمبر 2020
تمّ نقل اللاجئين إلى جزيرة ظهرت منذ 20 عاماً فقط (رحمن أسد/ فرانس برس)
+ الخط -

غادرت خمس سفن تابعة للبحرية البنغالية وعلى متنها أكثر من 1700 لاجئ من الروهينغا مدينة شيتاغونغ الساحلية، جنوب شرقي البلاد، اليوم الثلاثاء، متوجّهة إلى جزيرة معزولة سيتم نقلهم إليها، على الرغم من مخاوف جماعات حقوق الإنسان بشأن سلامتهم.
وقال مسؤول حكومي مشارك في العملية إنّه من المتوقع أن يصل اللاجئون إلى جزيرة باشان شار، بعد رحلة بحرية استغرقت ثلاث ساعات. وقال المسؤول، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخوّل بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إنّ اللاجئين نُقلوا إلى شيتاغونغ من مخيماتهم في كوكس بازار، بالحافلات يوم الإثنين، وبقوا طوال الليل في مخيم مؤقت.
تصرّ السلطات على أنّه تمّ اختيار اللاجئين لإعادة توطينهم بناءً على رغبتهم، وأنه لم تتم ممارسة أيّ ضغط عليهم، لكن العديد من جماعات حقوق الإنسان والناشطين يقولون إنّ بعضهم أُجبروا على الذهاب إلى الجزيرة التي تقع على بعد 34 كيلومتراً من البرّ الرئيسي.
ظهرت الجزيرة منذ 20 عاماً فقط ولم تكن مأهولة من قبل، وكانت تغمرها الأمطار الموسمية بانتظام، لكن لديها الآن سدوداً للوقاية من الفيضانات ومنازل ومستشفيات ومساجد، شيّدتها البحرية البنغالية بتكلفة تزيد عن 112 مليون دولار.
تمّ تصميم مرافق الجزيرة لاستيعاب 100 ألف شخص، أيّ مجرد جزء بسيط من مليون مسلم روهينغي فرّوا من الاضطهاد العنيف في موطنهم ميانمار، ويعيشون حالياً في مخيمات اللاجئين المزدحمة والبائسة في منطقة كوكس بازار.

 

أرسلت السلطات مجموعة أولى قوامها 1642 من الروهينغا إلى الجزيرة في 4 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على الرغم من دعوات جماعات حقوق الإنسان لوقف هذه الإجراءات.
عارضت وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة نقل اللاجئين، منذ اقتراح الفكرة لأول مرة في عام 2015، معربة عن مخاوفها من أنّ عاصفة كبيرة يمكن أن تغمر الجزيرة وتعرّض حياة الآلاف للخطر.
كذلك أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من السماح للاجئين باتخاذ "قرار حرّ ومستنير" بشأن إعادة توطينهم. وحثّت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الحكومة على إلغاء الخطة.
وقال عبيد القادر، الوزير البارز في مجلس الوزراء البنغالي والأمين العام للحزب الحاكم، يوم الإثنين، إنّه يتم نقل لاجئي الروهينغا إلى الجزيرة بسبب تأجيل إعادتهم إلى ميانمار. وأضاف أنّ اللاجئين الذين تمّ نقلهم في وقت سابق إلى باشان شار أعربوا عن رضاهم عن هذه الخطوة.
فرّ حوالي 700 ألف من مسلمي الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى بنغلاديش بعد أغسطس/ آب 2017، عندما بدأ جيش ميانمار حملة قمع قاسية على الأقلية في أعقاب هجوم شنّه متمرّدون. واتُهمت قوات الأمن بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.
وقد حاولت بنغلاديش البدء في إعادة اللاجئين إلى ميانمار بموجب اتفاق ثنائي، لكن لم يكن أحد على استعداد للعودة.
(أسوشييتد برس)

المساهمون