استمع إلى الملخص
- شركة كوكا كولا توضح أن السحب يخص فقط العبوات المنتجة خارج فرنسا والمباعة في متاجر محددة، مؤكدة أن المنتجات المصنعة محليًا في فرنسا آمنة ولا تخضع للسحب.
- "بيسفينول أ" محظور في فرنسا منذ 2015 وفي منتجات الأطفال بالاتحاد الأوروبي منذ 2006 بسبب الأضرار الصحية المحتملة، مما يعكس القلق العالمي بشأن تأثيراته الصحية.
أعلنت السلطات الفرنسية، أمس السبت، سحب عبوات من مشروب "كوكا كولا تشيري" (بنكهة الكرز) في فرنسا، بسبب مخاطر صحية ناجمة عن احتوائها مركّب "بيسفينول أ" الذي قد يسبّب السرطان واضطرابات في الغدد الصمّاء من بين مشكلات صحية أخرى.
ونشر موقع "رابّيل كونسو" الحكومي، المعني بالإخطارات الخاصة بالسلع الخطرة، إلى أنّ عبوات مشروب كوكا كولا بنكهة الكرز ذات الصلة تخضع لإجراءات احترازية بسبب مادة كيميائية خطرة. وشرح أنّ "مركّب بيسفينول أ يُستخدَم في الطلاء الداخلي للعبوات المصنوعة من راتنج الفينوكسي"، علماً أنّ راتنج الفينوكسي مادة مقاومة للتآكل.
⚠️ ALERTE - Rappel de produit : n'achetez pas de canettes de Coca-Cola Cherry.
— AlertesInfos (@AlertesInfos) June 29, 2024
👉 Motif : le revêtement intérieur de la canette en résine phénoxy est fabriqué à partir du bisphénol A (interdit depuis 2012), pouvant contenir des contaminants chimiques. (Rappel Conso) pic.twitter.com/4jrJjvJEHZ
ولم يشر موقع "رابّيل كونسو" إلى عدد العبوات التي تأثّرت بهذا الإجراء الذي يستمرّ حتى 27 أغسطس/ آب الجاري، لكنّه أبلغ أنّه يُتاح للأشخاص الذين اشتروا من هذه العبوات طلب استرداد كامل المبلغ الذي دفعوه لقاء ذلك.
وأفادت شركة كوكا كولا الأميركية، في بيان، بأنّ "كوكا كولا - فرنسا تودّ توضيح أنّ عملية السحب هذه لا تتعلق بمنتجات كوكا كولا تشيري الأخرى التي تُباع في نقاط بيع أخرى في فرنسا"، باستثناء متاجرة محدّدة. وتشمل عملية السحب عبوات أُنتجت "خارج فرنسا"، وفقاً لشركة كوكا كولا التي أوضحت أنّ المنتجات "التي تُصنَّع وتوزَّع في كلّ أنحاء فرنسا بواسطة شركة التعبئة المحلية ليست معنيّة بعملية السحب هذه".
هذا هو "بيسفينول أ" الذي أجبر فرنسا على سحب "كوكا كولا تشيري"
ويُعَدّ مركّب "بيسفينول أ" المحظور في فرنسا منذ عام 2015، على الرغم من استخدامه سابقاً في صناعة المعلّبات، من المواد المسبّبة لاضطرابات في الغدد الصمّاء، وفقاً للوكالة الفرنسية لسلامة الأغذية. ففي إمكان هذا المركّب التسرّب إلى الأطعمة والمشروبات من الأوعية التي يدخل في صناعتها، ومن ثم يمثّل التعرّض له سبباً مشروعاً للقلق.
يُذكر أنّ أوروبا حظرت، في عام 2006، استخدام أيّ منتج يحتوي على "بيسفينول أ" لدى الأطفال دون الثالثة من عمرهم. وأوضح المعنيون حينها أنّ هذا المركّب شبيه بهرمون إستروجين وقد يسبّب اضطرابات في الغدد الصماء. وقد رُبط هذا المركّب كذلك بسرطان الثدي والرحم لدى النساء، وبخلل في هرمون تستوستيرون وبسرطان البروستاتا لدى الرجال. وتفيد دراسات بأنّه مسبّب محتمل لارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب الوعائية.
وهذا المركّب الذي يُعرَف اختصاراً باسم "بي بي إيه" (BPA) هو مادة كيميائية صناعية تُستخدَم في منتجات بلاستيكية وراتيجات معيّنة منذ خمسينيات القرن الماضي، بحسب تعريف مجموعة "مايو كلينك" الطبية البحثية. وتشرح "مايو كلينك" أنّ مركّب "بيسفينول أ" يدخل في المواد البلاستيكية المصنوعة من الكربونات المتعدّدة وراتنجات الفينوكسي.
وتُستخدم المواد البلاستيكية المصنوعة من الكربونات المتعدّدة في أوعية تخزين الأطعمة والمشروبات في العادة، كذلك في تصنيع سلع استهلاكية أخرى. أمّا راتنجات الفينوكسي فتُستخدَم في طلاء المنتجات المعدنية من الداخل، من قبيل علب الأطعمة وأغطية الزجاجات وخطوط إمدادات المياه، علماً أنّ ما دفع فرنسا إلى سحب عبوات "كوكا كولا تشيري" من أسواقها يأتي في هذا السياق.
(فرانس برس، العربي الجديد)