حكم عسكري بسجن ضابط مصري 8 سنوات بسبب مظاهرة معارضة للسيسي

07 يوليو 2024
الحكم على ضابط مصري بسبب مشاركته في مظاهره ضد السيسي، 11 فبراير 2020 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المحكمة العسكرية في الإسكندرية حكمت بالسجن 8 سنوات على الضابط السابق حسن صبري حسن محمد علي المرقصاوي لمشاركته في مظاهرة ضد الرئيس السيسي.
- المحاكمة تمت في جلستين فقط دون إعلام المرقصاوي مسبقاً أو تمكينه من إحضار محام، وتم انتداب محامٍ دون أن يتمكن من الاطلاع على القضية.
- المرقصاوي تعرض للتعذيب البدني والنفسي، وتم ترحيله إلى سجن برج العرب، والشبكة المصرية لحقوق الإنسان أدانت انتهاك المعايير الدنيا للمحاكمات العادلة.

قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، إن المحكمة العسكرية في محافظة الإسكندرية أصدرت حكماً صادماً بالسجن لمدة 8 سنوات بحق الضابط السابق في القوات الجوية المصرية، حسن صبري حسن محمد علي المرقصاوي (43 عاماً)، على خلفية مشاركته في مظاهرة عشوائية كان فيها عدد قليل من المواطنين بمنطقة الدخيلة في الإسكندرية، في 15 مارس/ آذار الماضي.

وطالب المشاركون في المظاهرة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الحكم بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، وارتفاع الأسعار الذي أثر على قطاع عريض من الشعب المصري. وانطلقت المظاهرة عقب صلاة الجمعة تحت شعار "جوعتنا يا سيسي"، واعتُقل على إثرها عشرات من المواطنين البسطاء.

وبحسب معلومات موثقة حصلت عليها الشبكة المصرية، فإن إجراءات محاكمة الضابط السابق في القوات الجوية تمت على مدار جلستين فقط، خلال أسبوع واحد من شهر مايو/ أيار الماضي، حيث استدعى المرقصاوي من محبسه بقسم شرطة الدخيلة للعرض على هيئة المحكمة، من دون إعلامه مسبقاً بموعد انعقاد جلسة محاكمته، أو تمكينه من إحضار محام للدفاع عنه.

وانتدبت المحكمة أحد المحامين للحضور معه، ومن ثم أجلت الجلسة لمدة ثلاثة أيام، وأصدرت حكمها بسجنه وإنهاء خدمته في القوات الجوية في الجلسة الثانية والأخيرة للمحاكمة، من دون أن يتمكن محاميه من مقابلته، أو الحصول على الأوراق الخاصة بالقضية أو أمر الإحالة، أو معرفة الاتهامات الموجهة إليه من الأصل.

وجرت جلسات محاكمة المرقصاوي بعد أقل من شهرين من القبض عليه، وتعرضه لأشد أنواع التعذيب البدني والنفسي أثناء اعتقاله، وبعد إيداعه قسم شرطة الدخيلة. وكذلك عند ترحيله إلى وحدته في القوات الجوية بالإسكندرية، من أجل إنهاء إجراءات خدمته العسكرية، وإحالته على التقاعد، وفقاً للشبكة.

وأشارت الشبكة المصرية إلى ترحيل المرقصاوي منذ نحو أسبوع إلى سجن برج العرب في الإسكندرية لقضاء عقوبته، مؤكدة أن الحكم ضده شابه العديد من المخالفات القانونية، والإخلال بالحد الأدنى من إجراءات المحاكمة العادلة، إذ لم تتمكن أسرته أو محاميه من معرفة موعد المحاكمة أو زيارته أو التقائه، أو الحصول على صورة من أمر الإحالة والاتهامات الموجهة إليه.

وأدانت الشبكة انتهاك السلطات المصرية للمعايير الدنيا من المحاكمات العادلة، وعدم التزامها بتوفير الحماية اللازمة للمتهمين، ولا سيما مع توسعها في السنوات العشر الماضية في إحالة المواطنين المدنيين على محاكمات عسكرية، وإصدار أحكام مغلظة ضدهم من دون منحهم حق الاستئناف عليها، ومنها إصدار أحكام بالإعدام على مئات من المعارضين للرئيس الحالي.

وكانت الشبكة المصرية قد وثقت تعدي الأمن المصري بالضرب والإهانة والسحل على المرقصاوي، جراء رفضه الإهانة والسباب الذي وجه إليه من ضباط في الشرطة، واعتدائهم بالضرب على عشرات المواطنين أثناء فض المظاهرة. وصادف مرور الضابط في القوات الجوية أثناء المظاهرة، وتعدى عليه أحد ضباط الأمن بالسب والضرب والإهانة أمام الحاضرين لمجرد اعتراضه على انتهاك حقوق المواطنين، وهو ما وثقته كاميرات المحال التجارية المنتشرة في المنطقة.

وتداول ناشطون مقطعاً مصوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مارس الماضي، يظهر مشاركة العشرات في تظاهرة بمنطقة الدخيلة غربي الإسكندرية احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، حاملين لافتات كُتب عليها: "جوعتنا يا سيسي"، و"ارحل يا عواد" و"الشعب والشرطة والجيش يد واحدة". وهتف المتظاهرون الذين كانوا يسيرون في أحد الشوارع المزدحمة بالسيارات والمارة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله... والسيسي عدو الله"، و"سلمية... سلمية".

المساهمون