كل ما تتمناه لينا المتربيعي هو أن ترى طفلتها سارة (4 أعوام) تجري وتضحك وتلهو، كما كانت قبل العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة، منذ 10 مايو/ أيار الجاري.
فقد أصابت غارة جوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي سارة بجراح بالغة، أفقدتها القدرة على الحركة، ما يقضي على أحلام والدتها التي تريدها كباقي أطفال العالم.
وما إن نظرت الأم إلى ابنتها وهي تحتضن دمية صغيرة، حتى انهالت دموعها ألماً على ما حل بها.
فعلى أحد أسرة مستشفى "الشفاء" في غزة تستلقي سارة، وهي طفلة قمحية اللون كل ما كانت تريده قبل أيام هو أن ترتدي ملابس عيد الفطر، وتفرح كباقي الأطفال.
بدأت المأساة حين كانت الأم لينا تحضر إفطار آخر يوم في شهر رمضان المبارك، في 12 مايو الجاري، فقد باغتهم صاروخ إسرائيلي، ما أدى إلى انهيار جزء من سقف منزلهم وانتشار شظايا الصاروخ في أنحاء متفرقة، ما أصاب سارة وعائلتها.
لكن سارة حملت الجزء الأكبر من الركام والشظايا، وأصيبت بجراح بالغة تتطلب رعاية عاجلة خارج غزة، المحاصرة إسرائيلياً منذ صيف 2006.
وتقول الأم لينا لمراسل الأناضول: "كنا نحضر الإفطار وفوجئنا بانهيار جزء من منزلي، بفعل صاروخ إسرائيلي".
وتضيف: "تمكنت من إزالة الركام من على جسدي، وسارعت لصوت سارة ينادي.. ماما .. ماما، ما دفعني لإزالة الركام عنها بسرعة، لكن الدماء كانت تغطيها، احتضنتها وسارعت لسيارات الإسعاف".
وتوضح أن إصابة طفلتها بالغة الخطورة، فلديها إصابة بالعمود الفقري، وشظايا في الرأس، وتحتاج لرعاية طبية عاجلة في مستشفيات الخارج.
وتخشى الأم من فقدان ابنتها الصغيرة؛ بسبب ما تفتقر إليه مستشفيات غزة.
وتوجهت الأم الفلسطينية بنداء استغاثة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليتكفل بعلاج ابنتها، في ظل ما تعانيه من إصابة صعبة قد تودي بحياتها.
والخميس، دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، إلى جانب أكثر من 1900 جريح.
وبدأ عند الساعة الثانية من فجر الجمعة بالتوقيت المحلي (الخميس 23:00 تغ) سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بوساطة مصرية.
ومنذ 13 إبريل/ نيسان الماضي، تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح"، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينياً وتسليمها لمستوطنين.
(الأناضول)