في وقت ارتفعت فيه حصيلة قتلى الزلازل التي ضربت تركيا وسورية منذ فجر الإثنين الماضي، في السادس من فبراير/ شباط 2023، إلى أكثر من 19 ألف شخص، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، إنّ "هذه لحظة يجب أن يتحد فيها الجميع وليست لحظة انقسام أو تسييس ولكن من الواضح أننا نحتاج إلى دعم هائل".
وأضاف رداً على سؤال لـ"العربي الجديد" بهذا الخصوص "لذلك سيكون من دواعي سروري لو اتفق مجلس الأمن الدولي وسمح بتقديم المساعدات عبر معابر حدودية إضافية (لمعبر باب الهوى) في وقت نحتاج فيه لرفع قدرتنا على توصيل المساعدات عبر خطوط التماس إلى إدلب من دمشق".
وشدد غوتيريس خلال مؤتمر صحافي مقتضب، عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حول الزلزال الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا، على أنّ تقديم المساعدات عبر خطوط التماس (بين المعارضة والنظام السوري) "مهم"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ حجم الكارثة والاحتياجات "هائل ويجب استغلال كل إمكانية لتقديم المساعدات".
وأكد مجدداً على "ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية وزيادة المساعدات عبر النقاط العابرة للحدود".
ومنذ عام 2014، حصلت الأمم المتحدة على تفويض من مجلس الأمن الدولي يسمح لها بالوصول إلى ملايين المحتاجين في المنطقة عبر معبر واحد. ونقلت "رويترز" عن متحدث أممي، قوله إنّ الأمم المتحدة ستبدأ محادثات مع أعضاء مجلس الأمن لمعرفة ما إذا كان يمكن توسيع نطاق وصول المساعدات إلى سورية من تركيا.
وحول التحديات التي تواجه الأمم المتحدة وعمليات الإغاثة، قال غوتيريس: "حققنا تقدماً اليوم مع دخول أولى القافلات، كما تقدم منظمات إنسانية غير تابعة للأمم المتحدة المساعدات عبر النقاط العابرة للحدود ويجب أخذ هذا بعين الاعتبار".
وحول رفع العقوبات التي تفرضها بعض الدول على النظام وما إذا كان يؤيد ذلك لتسهيل وصول المساعدات، قال خلال المؤتمر: "هذه لحظة يجب أن يتأكد فيها الجميع من ضرورة ألا تعيق أي عقوبات من أي نوع تقديم المساعدات للسوريين".
وعما إذا كان يشعر بخيبة أمل من بطء وصول المساعدات، ليس بسبب الدمار الذي خلفه الزلزال على البنية التحتية، فحسب بل بسبب معوقات يفرضها النظام، قال: "ليس من واجبي في هذه اللحظة أن أبدأ بانتقاد أحد... كل ما يمكن أن أقوله إننا نقوم بكل ما بوسعنا لتقديم المساعدات ودعم الجميع".
وناشد غوتيريس المجتمع الدولي تعزيز دعمه لسورية وتركيا، مؤكداً أنّ أول قافلة مساعدات أممية، منذ الزلزال، دخلت عبر باب الهوى إلى شمال غرب سورية. وقال: "ضمت القافلة ست شاحنات محملة بمواد للإيواء ومساعدات إضافية".
وأعلن أن هناك المزيد من المساعدات في طريقها إلى سورية، موضحاً أنّ وكيل الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، سيتوجه إلى المنطقة المتضررة من الزلزال نهاية الأسبوع الحالي، وستشمل جولته غازي عنتاب في تركيا، وحلب ودمشق في سورية، من أجل تقييم الاحتياجات وتعزيز الدعم.
وعبر غوتيريس خلال المؤتمر الصحافي عن حزنه وأسفه لوقوع خسائر كبيرة في الأرواح وتواصل ارتفاع عدد الوفيات، وتوقف عند ظروف الشتاء القاسية وانهيار آلاف المباني وتدمير المستشفيات والمدارس.
كما توقف عند الصدمة النفسية ومعاناة الأطفال على وجه التحديد الذين يعيشون أصلاً منذ أكثر من عقد في الحرب. وتحدث غوتيريس عن سخاء كل من الشعب السوري والتركي في استقبال لاجئين في بيوتهم من بقاع مختلفة عندما عصفت ببلادهم الأزمات والحروب.
وختم غوتيريس الحديث بالتركيز على نقطتين أساسيتين لتوفير الإغاثة وهما القدرة على الوصول إلى جميع الأماكن المتضررة، وتقديم المساعدات والموارد بأسرع ما يمكن.