زلزال المغرب: حصيلة القتلى ترتفع إلى2901 والناجون يخيمون في العراء

12 سبتمبر 2023
وصف بعض الناجين جهود الإنقاذ الأولية بـ"البطيئة للغاية" (رويترز)
+ الخط -

خيّم قرويون في أجزاء من المغرب دمّرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن، بليلة جديدة في العراء، فيما ارتفع عدد الضحايا إلى 2901 قتيل، و5530 مصاباً، حسب حصيلة رسمية غير نهائية لوزارة الداخلية المغربية، اليوم الثلاثاء.

وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر إلى جهود البحث المغربية عن الناجين من الزلزال الذي وقع في منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة وبلغت قوته 6.8 درجات، وسوّى بالأرض منازل تقليدية مبنية من الطوب اللبن تعجّ بها المنطقة.

وذكرت وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، أن عدد القتلى بلغ 2901، بينما بلغ عدد المصابين 5530. ونظراً لأن معظم المناطق التي تضررت من الزلزال يصعب الوصول إليها، لم تصدر السلطات أي تقديرات لعدد المفقودين.

وفي قرية تينمل، دمرت كل المنازل تقريباً وأصبح قاطنوها جميعاً بلا مأوى. وتفوح رائحة الموت المنبعثة من عشرات الحيوانات المدفونة تحت الأنقاض في أجزاء من القرية.

وقال محمد الحسن (59 عاماً) إنه كان يتناول العشاء مع أسرته عندما وقع الزلزال. وفرّ ابنه البالغ من العمر 31 عاماً إلى الخارج وأصيب عندما انهار سقف منزل جيرانهم، ما جعله محاصراً تحت الأنقاض.

وأضاف الحسن أنه بحث عن ابنه وهو يبكي طلباً للمساعدة. لكن في نهاية المطاف توقفت الصرخات، وعندما وصل إلى ابنه كان قد مات. وبقي الحسن وزوجته وابنته داخل منزلهم ونجوا. وقال الحسن: "لو بقي داخل المنزل لكان بخير".

وأفاد سكان في تينمل وقرى أخرى بأنهم أخرجوا أناساً من تحت الأنقاض بأيديهم.

وفي قرية تيكخت التي تبقت فيها مبانٍٍ قليلة قائمة، وصف محمد أوشن (66 عاماً)، كيفية انتشال السكان 25 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أعقاب الزلزال، وكانت أخته واحدة ممن أُنقذوا.

وقال أوشن: "كنا منشغلين بالإنقاذ، ولعدم وجود أدوات، استخدمنا أيادينا"، وأضاف: "كان رأسها واضحاً وواصلنا الحفر بأيدينا".

وأظهر مقطع فيديو من قرية إيمي إن تالا النائية رجالاً وكلاباً يتسلقون منطقة حادة الانحدار ملأتها الأنقاض. والمقطع من تصوير أنطونيو نوجاليس منسق عمليات منظمة رجال الإطفاء المتحدين بلا حدود.

وقال نوجاليس وهو لا يتمكن من إيجاد الكلمة المناسبة لوصف ما يراه: "مستوى الدمار... شامل... لم يبق منزل واحد قائماً"، وأضاف "على الرغم من نطاق الأضرار، ما زالت فرق الإنقاذ التي تبحث بالكلاب، تأمل بالعثور على ناجين".

وكان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومتراً من جنوب غرب مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة يونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.

ونجت أجزاء أكثر حداثة من مراكش إلى حد كبير، بما في ذلك موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.

وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على عشرة آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدماً فيها.

جهود الإغاثة تتواصل

بعد جهود الإغاثة الأولية التي وصفها بعض الناجين بأنها بطيئة للغاية، ظهرت مخيمات في بعض المواقع بحلول ليل الاثنين، حيث قضى أناس الليلة الرابعة في العراء.

وقال الجيش في المغرب إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.

وأُغلق طريق رئيسي يربط جبال أطلس بمراكش، مساء الاثنين، في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضرراً في المناطق النائية من الجبال.

وساعد متطوعون ومدنيون مغاربة، بمعاونة من بعض الأجانب، في توجيه المرور وإزالة الحطام الصخري من الطريق.

وقبل المغرب عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا، اللتين أرسلتا متخصصين في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضاً بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.

الصليب الأحمر يناشد جمع أكثر من مائة مليون دولار 

من جانبه، ناشد الصليب الأحمر، الثلاثاء، جمع أكثر من 100 مليون دولار لتقديم المساعدة التي يحتاجها المغرب بشدة.

وقالت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كارولين هولت: "نسعى للحصول على 100 مليون فرنك سويسري (112 مليون دولار) حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية".

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون