تبدأ روسيا، اعتباراً من العام الجديد 2021، بتطبيق نظام التأشيرة الإلكترونية التي تسمح لمواطني أكثر من 50 دولة بزيارة جميع أنحاء البلاد، ويمكن استخراجها عبر موقع وزارة الخارجية الروسية للزيارات القصيرة لمدة لا تزيد عن 16 يوماً. وبذلك، سيتمكن حاملو التأشيرات الإلكترونية الروسية من التجول في جميع أنحاء روسيا، ولن تعود تقتصر، كما هي الحال الآن، على العاصمة الشمالية سان بطرسبورغ، ودائرة الشرق الأقصى الفيدرالية، ومقاطعة كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق، مع مضاعفة عدد الأيام التي تبلغ ثمانية فقط حالياً.
من الملفت أنّ قائمة الدول المسموح لمواطنيها باستخراج التأشيرات الإلكترونية، لا تقتصر على الدول الأوروبية، بل تشمل أيضاً عدداً من دول آسيا، ومن ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي: الكويت وسلطنة عمان والبحرين والسعودية، فيما يمكن لرعايا قطر والإمارات السفر إلى روسيا من دون تأشيرة مسبقة، بموجب اتفاقيات ثنائية للمعاملة بالمثل.
وبالرغم من أنّ الحدود مع غالبية الدول المعنية ما زالت مغلقة بسبب جائحة كورونا، فإنّ نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، يتوقع أن تسهل التأشيرة الإلكترونية من الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بالسفر إلى روسيا، مشيراً إلى أنّ هناك دولاً جرى فتح الحدود بينها وبين روسيا. ويقول غورين لـ"العربي الجديد": "صحيح أنّ روسيا فتحت حدودها مع نحو 15 بلداً فقط حتى الآن، لكن من بينها دول مثل سويسرا والإمارات، ما يعني أنّ رعاياهما سيتمكنون من السفر إلى روسيا اعتباراً من يناير/كانون الثاني المقبل. وبشكل عام، سيساعد هذا الإجراء في رفع العقبات البيروقراطية أمام السفر ويغني عن ضرورة التوجه إلى القنصليات الروسية، مما سيساعد في استعادة حركة السياحة الوافدة بعد انتهاء جائحة كورونا".
من جهته، يتوقع المرشد السياحي العربي في موسكو، أحمد فايز، أن يؤدي تطبيق نظام التأشيرة الإلكترونية إلى طفرة في حركة السائحين الوافدين إلى روسيا، وفي مقدمتهم العرب لا سيما الخليجيين، لافتاً إلى أنّ السائحين المصريين كانوا في صدارة الوافدين من الدول العربية إلى العاصمة الروسية في صيف 2019 قبل جائحة كورونا. يقول فايز لـ"العربي الجديد": "تشكل إجراءات استخراج التأشيرة عقبة دائمة أمام السفر إلى بلد ما، لكنّ التأشيرة الإلكترونية يمكن الحصول عليها بواسطة الإنترنت من دون الخروج من المنزل من أساسه". وحول دوافع سعي روسيا لجذب السائحين الخليجيين، يضيف: "تحذو روسيا حذو أوروبا في الانفتاح على السياحة الخليجية، إدراكاً منها أنّ هؤلاء السائحين يشكلون الفئة الأكثر إنفاقاً وتسوقاً، كما يلتزمون بموعد مغادرة البلاد".
أما أبرز ما يجذب السائحين العرب في روسيا، فيلخصه بالقول: "لا يتطلع السائح العربي إلى زيارة أبرز المعالم مثل الساحة الحمراء والكرملين فحسب، إنّما أيضاً بعض المعالم العجيبة مثل مخبأ الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، الذي بني على عمق 65 متراً تحت سطح الأرض تحسباً لوقوع هجوم نووي. وتتوفر في موسكو مطاعم تقدم المأكولات الحلال وهناك إمكانات هائلة لسياحة التسوق، خصوصاً مع إمكانية استرداد جزء من قيمة المشتريات في إطار نظام الإعفاء الضريبي".
ومنذ استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2018، بدأت روسيا بتطبيق نظام إعفاء الأجانب من ضريبة القيمة المضافة البالغة حالياً 20 في المائة على مشترياتهم، شريطة اطلاع أفراد الجمارك على السلع عند مغادرة البلاد.
وبدأت روسيا منذ أغسطس/آب الماضي، برفع الحظر تدريجياً عن الرحلات الجوية الدولية، وشملت حتى الآن استئناف حركة الطيران وفتح الحدود مع الدول الأجنبية، بما فيها بريطانيا وسويسرا وتركيا ومصر والإمارات والمالديف وتنزانيا، وبعض الجمهوريات السوفييتية السابقة مثل بيلاروسيا وقرغيزستان وكازاخستان، وغيرها.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد وقّع في نهاية يوليو/تموز الماضي على القانون الفيدرالي الذي يسمح اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني 2021 بالسفر إلى روسيا بموجب تأشيرات إلكترونية للزيارات القصيرة لأغراض السياحة والأعمال والزيارات الخاصة والإنسانية، على ألاّ تزيد مدة استخراج التأشيرة عن أربعة أيام من تاريخ التقدم بالطلب.