رواج بيع الكوفية والعلم الفلسطيني في مصر

20 نوفمبر 2023
إقبال مصري على شراء الأعلام الفلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -

يقتني كثير من المصريين العلم والكوفية الفلسطينية تضامناً مع القضية، ودعماً لنضال المقاومة، خصوصاً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحوّلت الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود من مجرد غطاء للرأس إلى رمز يعبّر عن المقاومة بالنسبة لكثير من المواطنين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني، واكتسبت شعبية بين الشباب الذين يحرصون على ارتدائها في الشوارع والمواصلات العامة وأماكن العمل والجامعات.
وتصدرت الكوفية والعلم الفلسطيني بألوانه الأحمر والأبيض والأسود والأخضر واجهات بعض المحال التي تبيع الأعلام والأقمشة، كما يشهد سوق الملابس والإكسسوارات في مصر طلباً كبيراً على شرائهما منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودفع الإقبال الشعبي الواسع إلى قيام بعض التجار بنشر إعلانات لبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع إمكانية إيصالها إلى المنازل.
يقول محمد حسان، وهو بائع أعلام في منطقة المنشية بمدينة الإسكندرية، إنّ الرواج الحالي لبيع الكوفية والعلم الفلسطيني هو فرصة للربح، ومصدر دخل للباعة المتجولين والمحال التجارية، بالإضافة إلى التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني، ويتوقع أن يستمر رواج بيعها في الفترة المقبلة، وخصوصاً بين الشباب وطلاب الجامعات، مع استمرار الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
ويؤكد حسان أنه يتابع أخبار أماكن التظاهرات والفاعليات المختلفة لبيع ما يناسب هذه التجمعات، سواء كان العلم المصري أو الفلسطيني أو الكوفية، والقبعات وأعلام الأندية في حال وجود مباريات، وذلك لتعويض حالة الركود الكبيرة طوال الأشهر الماضية.
وتقول عبلة أبو الفضل، وهي بائعة ملابس للمحجبات، إن "الكوفية الفلسطينية أصبحت أحد أكثر المنتجات شراءً منذ بداية الحرب على غزة، وقد بعت كميات كبيرة منها، ويتراوح سعرها ما بين 35 و120 جنيهاً (الدولار يساوي 30 جنيهاً)، لافتة إلى تطور تصميمها لتستخدم كغطاء للرأس. الكثير من الفتيات، وخصوصاً طالبات الجامعات، يطلبن شراء الكوفية الفلسطينية، أو تلك التي كتب عليها القدس أو وضعت عليها صورة المسجد الأقصى، كنوع من دعم الأشقاء، ما دفع المصانع إلى تخصيص خطوط إنتاج كاملة للمنتجات الفلسطينية، مثل الكوفية والعلم وغيرها".
بدوره، يقول ساهر حسين (23 سنة) لـ "العربي الجديد"، إن شراء تلك الرموز هو تعبير عن التضامن القوي مع الشعب الفلسطيني، فهم أشقاء لنا في النضال والمقاومة ضد الظلم والقهر، ونرتدي ملابسهم كرمز للعدل والحرية، ونشعر بفخر عندما نرتديها لنعبر عن موقفنا الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.

الكوفية الفلسطينية رمز للنضال في شوارع مصر (العربي الجديد)
الكوفية الفلسطينية رمز للنضال في شوارع مصر (العربي الجديد)

وخلال شراء الكوفية، تقول نشوى حسام (19 سنة): "حين نرتديها ونحمل العلم الفلسطيني، نرسل رسالة إلى العالم بأننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونعبر عن إرادتنا لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة، فهي تجسد روح المقاومة والصمود ضد الاحتلال والقمع. كشباب مصريين نضع الشال والعلم الفلسطيني لأننا نريد أن نكون جزءاً من الحركة العالمية التي تدعم العدالة والحرية، وهذه طريقتنا للتعبير عن موقفنا الداعم للفلسطينيين في نضالهم المشروع، وعن هويتنا العربية والإسلامية في مواجهة الاضطهاد".  
ويقول رئيس شعبة الملابس الجاهزة في الغرفة التجارية بالإسكندرية، ناصر خليل، إن "الكوفية الفلسطينية مرتبطة بالنضال الوطني، وتتميز بتصميمها الفريد، وهي تصنع بمهارة وحرفية في ورش صغيرة ومشاغل يدوية في مصر، ما يعزز الصناعة المحلية ويدعم الحرفيين المصريين، وهناك إقبال على شرائها مع العلم الفلسطيني في كل محافظات مصر حالياً للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، وكافة المناطق التي تشهد ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية من قبل قوات الاحتلال في قطاع غزة. هذا الإقبال المتزايد يعود إلى الوعي المصري المتزايد حول القضية الفلسطينية، والرغبة في التعبير عن التضامن مع الأشقاء في غزة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

بدوره، يقول عضو اللجنة الشعبية لدعم فلسطين، أحمد غانم، إن "المصريين دائماً ما يبتكرون أساليب داعمة للأشقاء في فلسطين، وخصوصاً في أوقات الأزمات أو الاعتداءات الإسرائيلية، وارتداء أزياء الفلسطينيين هو أحد أشكال التضامن. في الوقت الذي يتعرض فيه الناس للتقييد والمنع في دول غربية بسبب ارتدائهم الكوفية الفلسطينية، يزداد عدد المصريين الذين يرتدونها بهدف إرسال رسائل للفلسطينيين بأننا سنظل معكم مهما كانت الظروف، ولإسرائيل بأننا لم ولن ننسى العداء التاريخي، وللعالم الذي يحاول منذ عقود تصفية القضية الفلسطينية".

المساهمون