رصاص وجثث ودخان.. فلسطينيون يصفون أهوال رحلة الفرار من مستشفى ناصر بغزة

20 فبراير 2024
جرحى بمستشفى ناصر بغزة (بلال خالد/ الأناضول)
+ الخط -

تردّد‭‭ ‬‬دوي إطلاق النار حول المسعفين والمرضى والنازحين الفلسطينيين، خلال ما وصفوه بعملية إخلاء مرعبة وفوضوية تمت ليلاً من مستشفى ناصر في غزة بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية.

وأفاد ناجون من هجوم الأسبوع الماضي على ثاني أكبر مستشفى في غزة، إنهم خاضوا بعد ذلك غمار رحلة محفوفة بالمخاطر سيراً على الأقدام تحت جنح الظلام للوصول إلى بر الأمان، يمرون بالجثث المتناثرة على طول الطريق.

وقال أحد الأطباء إن ممرضاً احتجز عند نقطة تفتيش إسرائيلية، وجُرّد من ملابسه واقتيد وهو يصرخ.

الوضع أشبه بيوم القيامة

وقال الطبيب أحمد المغربي، رئيس قسم الجراحة التجميلية، إن الدخان كان يخيم في كل مكان والناس يركضون هنا وهناك، واصفاً الوضع بأنه أشبه بيوم القيامة.

وأضاف المغربي الذي لجأ مع عائلته إلى مأوى بالقرب من المستشفى التي يعمل فيها حالياً، إن القوات الإسرائيلية أمرت الجميع بالإخلاء باستثناء المرضى غير القادرين على المشي والمسعفين الذين يعتنون بهم.

وتكشفت تفاصيل الهجوم العسكري على مستشفى ناصر تدريجيا مع وصول الأشخاص الذين فروا أو تم إجلاؤهم إلى رفح، آخر مكان آمن نسبياً في قطاع غزة على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود مع مصر.

ووصفت إسرائيل الهجوم بأنه عملية دقيقة نفذتها قوات خاصة بهدف انتزاع جثث الرهائن الإسرائيليين. وأضافت أنه لم يكن هناك أي نوع من الإجبار للمرضى والموظفين على المغادرة، وأن جهوداً بُذلت لضمان استمرار المستشفى في العمل.

حجم الأضرار لا يوصف

وأثارت الغارة قلق وكالات الإغاثة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن حجم الأضرار "لا يوصف".

ونفّذت منظمة الصحة العالمية عمليتي إجلاء من مستشفى ناصر منذ يوم الخميس، لكنها قالت اليوم الثلاثاء إنها تشعر بالقلق تجاه نحو 150 مريضا ومسعفا ما زالوا هناك مع استمرار العدوان الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل احتجزت 70 موظفا ومتطوعا يعملون في المنشأة.

ووفقاً لمنظمة الصحة، فإن المستشفى توقف عن العمل الأسبوع الماضي بعد الحصار والعملية الإسرائيلية، ولم تعد فيه كهرباء أو مياه جارية، فيما توفر النفايات الطبية والقمامة أرضا خصبة للأمراض.

 نيران الطائرات المسيرة و"كلاب شرسة"

وقال حكيم سالم حسين بركة، إن قسم العظام في مستشفى ناصر، الذي كان يعمل متطوعا به، أصابه الدمار وإنه رأى بعينيه أحد المرضى وقد مزق انفجار جسده إلى نصفين.

وأضاف بركة "اشتد القصف علينا ووصل لأحد غرف المرضى وتم استشهاد مريضين، منهما شخص مجهول الهوية. وشدة الصاروخ كانت مباشرة وبالتالي انقسم المريض إلى جزأين، جزء كان عندنا بالقسم والجزء الثاني كان خارج المبنى".

وأضاف بركة أن قسم العظام تدمر بالكامل، وبأن طبيباً أصيب نتيجة قصف عشوائي لطائرة مسيرة، بالإضافة إلى أن كلاباً "شرسة" وضع الجيش الإسرائيلي كاميرات حول رقابها تجولت في المستشفى.

وقالت رسمية سليم أبو جاموس، وهي مريضة كلى فرت مع زوجها "رجعت أنا وجوزي كنت باغسل... طيحوا السور علينا من برا (من الخارج) وغرفة الدكتور. قالوا يلا اطلعوا وأطلقوا النار علينا وقنابل ولقينا صواريخ فوق روسنا من فوق وهدوا المبنى من فوق وطلعنا من المبنى عومنا (خضنا) أنا وجوزي في (مياه) المجاري وأما طلعنا من عند اليهود أخدوا جوزي".

وأضافت أنه كان من بين الأشخاص الذين اعتقلوا عند نقطة تفتيش عسكرية بعد خروجهم من المستشفى.

وقال الطبيب المغربي، إنه يعتقد أن ثلاثة مرضى قتلوا في الغارة. ولم تتمكن رويترز من التحقق من ذلك. وأضاف أنه وعائلته غادروا المستشفى مع ثلاثة مرضى وبعض الموظفين، لكن تم إيقاف ممرض القسم.

وأوضح إن أولئك الذين نجحوا في عبور نقطة التفتيش قطعوا مسافة طويلة عبر ساحة المعركة حتى يحصلوا على مساعدة. وكان البعض مريضا أو مصابا.

وقال براء أحمد أبو مصطفى، الذي كان يستخدم عكازين غير متناسبتين، إن أعيرة نارية كانت تُطلق فوق رؤوسهم أثناء المغادرة وإنهم شاهدوا جثثا قرب مدخل المستشفى. وأضاف أنه رغم إصابته ظل يسير لمدة ساعة في طريق وعر محفوف بالمخاطر.

 

(رويترز)

المساهمون