شارك العشرات من الشباب الفلسطينيين في رسم جدارية وجوه لشهداء أم الفحم، في شارع مركزي بمنطقة طلعة الميدان داخل مناطق الخط الأخضر. ورسم المتطوّعون الذين بدأوا بجداريتهم، أمس الأربعاء، خمسة شهداء حتى الساعة، وينون إنجاز المزيد. وستشمل الجدارية وجوه شهداء من "هبّة أكتوبر" عام 2000 وحتى "هبّة الكرامة" في العام 2021.
وبرز على الجدارية رسم الشهيد محمد كيوان، الذي سقط في مايو/أيار من العام 2021 خلال "هبّة الكرامة". كما تم رسم وجوه الشهداء الثلاثة الذين سقطوا، في المسجد الأقصى، في 14 يوليو/تموز 2017، وجميعهم يحملون اسم محمد جبارين. إضافة إلى الشهيد محمد عواد محاميد، الذي استُشهد عام 2018، في القدس.
تحمل غالبية الشوارع في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، منها أم الفحم والناصرة وسخنين أسماء الشهداء تخليداً لدورهم.
وفي السياق قال كرم جبارين، وهو ناشط من أم الفحم: "اليوم قمنا بسلسلة نشاطات سياسية وطنية وهي ستستمر غداً من أجل ذكرى "هبّة أكتوبر". هذه النشاطات بين "هبّة أكتوبر" و"هبّة الكرامة" الفارق بينهما 21 عاماً لكننا لا زلنا نعيش الظروف نفسها. سوف نقوم بوضع صندوق للتبرّعات في المركز الجماهيري، ونقيم ندوة مع المحامين عن التهم السياسية وذلك لدعم عائلات المعتقلين. ما زال هناك معتقلين منذ "هبّة الكرامة" في شهر مايو/أيار الماضي".
وأضاف جبارين: "يوم الجمعة، نقوم بنشاطات للأطفال هدفها تعزيز الهوية الوطنية وسوف يُذكر شهداء أكتوبر وشهداء أم الفحم، وهدف النشاط زرع الهوية التي يحاول الإحتلال طمسها. "هبّة الكرامة" و"هبة أكتوبر" تتشاركان الظروف التاريخية وللأسباب نفسها سقط الشهداء وحصلت الاعتقالات. يتغيّر اللاعبون واللعبة نفسها".
وأكّد جبارين: "اليوم قامت مجموعة من المتطوّعين برسم الشهداء، وهم يقومون برسم الجدارية تخليداً لذكرى الشهداء من أم الفحم. هي أمر جميل جداً في مكان مركزي في أم الفحم، حتى يتفرّج عليها الناس ويتعرّفوا عليهم وعلى وجوههم".
وعن دور الفن والرسم في الجداريات، قالت الفنانة يارا محاجنة، من أم الفحم: "الفن أداة أساسية للنضال ولأيّ صراع بشري نعيشه، رسم الجداريات هو طريقة لدمج المجتمع الذي نعيش فيه، فنياً وبطريقة إبداعية، إلى الأحداث السياسية. هذه ليست أول جدارية سياسية أرسمها، فأنا أعمل مع مجتمعات ما بعد الصدمة، وشاركت في رسم جداريات من قبل، في أم الفحم كما في القدس والناصرة التي رسمنا فيها جدارية عن النكبة، تمّ محوها عدة مرات. الجدارية لها دور فعّال في الحفاظ على التاريخ الوطني وتقريب المجتمع للرواية السياسية. ومن المهم جداً أن يكون في أم الفحم حضور وتخليد لذكرى الشهداء، ويبقى للفن دور فعّال في الحفاظ على تاريخنا وقصتنا السياسية".
وتحدّثت ديما إغبارية، وهي من مواليد سنة 1995 وقالت: "كنت طفلة عند اندلاع أحداث انتفاضة الأقصى، عرفت عن الانتفاضة من العائلة والناشطين. غداً إحياء الذكرى الـ21 للانتفاضة. يومياً، هناك شهداء إن كان في الضفة وغزة والقدس أو الداخل. الاحتلال يمارس وحشيته على الشعب الفلسطيني دون تفرقة بتاتاً. وفي مايو/أيار الأخير سقط الشهيد كيوان من أم الفحم، وشاركنا في مظاهرة "هبة الكرامة" واعتقلت. ذكرى الإنتفاضة غداً، هي تاريخ لشعبي وأهلي ولأم الفحم وعنف الشرطة الذي بدأ في المدارس بأم الفحم. وشاهدنا الفيديوهات ونشرات الأخبار عنها، وسقط ثلاثة شهداء في عام 2000 من أم الفحم، وونؤمن أن الصراع مستمر مع الاحتلال".
من جهته قال الطالب في المرحلة الثانوية أحمد جبارين، وهو من مواليد سنة 2006: "أنا من مواليد 2006، هذه السنة هي الذكرى 21 لـ"هبّة أكتوبر" التي سقط خلالها ثلاثة عشرة شهيداً، اثنان منهم من أم الفحم وثالث سقط في المدينة لكنه ليس منها. مبدئياً سمعت عن الشهداء من حراك الشباب الفحماوي، كل سنة نتحدث حول الموضوع وننظم فعالية خاصة حوله. وفي المدرسة اليوم أيضاً، شرحت المعلمة عن هذه الذكرى وشهداء أكتوبر".