أعربت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الإثنين، عن قلقها إزاء العواقب "الوخيمة" للغزو الروسي لأوكرانيا على الأطفال في المؤسسات الرعائية والذين نُقل الآلاف منهم إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية أو إلى روسيا.
ودعت المنظمة التي تتّخذ من نيويورك مقرّاً لها، في تقريرها اليوم، الحكومة الأوكرانية إلى "تنفيذ عاجل (...) للإصلاحات الموعودة في نظامها لرعاية الأطفال"، علماً أنّ هذا النظام كان يضمّ قبل الحرب التي اندلعت في فبراير/ شباط 2022 أكثر من 105 آلاف طفل في مؤسسات رعاية في مختلف أنحاء أوكرانيا، وهو أكبر عدد في أوروبا بعد روسيا.
Ukraine: Perils of War for Children in Institutions https://t.co/AakWhfM931
— Human Rights Watch (@hrw) March 13, 2023
وقال المدير المساعد لحقوق الطفل في المنظمة بيل فان إسفلد، إنّ "هذه الحرب الوحشية بشكل صارخ أظهرت الحاجة إلى وضع حدّ للمخاطر التي يواجهها الأطفال المودعون في مؤسسات". وأضاف أنّ "إعادة الأطفال الذين أخذتهم القوات الروسية بشكل غير قانوني، لا بدّ من أن تكون أولوية دولية".
وفي هذا الإطار، ذكر التقرير أنّ سبعة آلاف طفل على أقلّ تقدير نُقلوا إلى روسيا أو إلى المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا. وبيّن إلى أنّ 100 مؤسسة كانت تؤوي نحو 32 ألف طفل قبل عام 2022، تقع الآن في مناطق تخضع لسيطرة موسكو.
وعلى مدى عقدَين من الزمن تقريباً، سعت أوكرانيا إلى إصلاح نظام رعاية الطفولة، لكنّ عدد مؤسسات الأطفال ارتفع من 663 مؤسسة في عام 2015 إلى 727 في عام 2022. كذلك تسبّبت الحرب في ارتفاع عدد الأطفال الأيتام أو المنفصلين عن أهلهم. وأفادت المنظمة بأنّ "أطفالاً يُودَعون حديثاً في المؤسسات، بمن فيهم أطفال قُتل أهلهم أو أصيبوا، وكذلك أطفال يعاني أهلهم من أزمات نفسية بسبب الحرب".
وسلّط التقرير المؤلّف من 55 صفحة الضوء على مشكلات أخرى، بما في ذلك الصدمات النفسية للأطفال النازحين والإهمال وعدم كفاية الرعاية بسبب نقص مقدّميها. وأوضحت المنظمة في تقريرها أنّ "أطفالاً كثيرين في المراكز (الرعائية) اضطرّوا إلى الاحتماء في الأقبية في أثناء القصف، من دون كهرباء ولا ماء، على مدى أسابيع". أضافت أنّ "بعض الأطفال في مؤسسة بمدينة ماريوبول لم يتكلموا لمدّة أربعة أيام بعدما أُجليوا إلى لفيف في مارس/ آذار من عام 2022".
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ "عشرات من دور الأيتام الأوكرانية تعرّضت لأضرار أو لدمار" منذ بداية الغزو الروسي قبل أكثر من عام، مضيفة أنّ "أطفالاً كثيرين أُجلوا جماعياً" إلى مناطق في داخل أوكرانيا أو إلى خارج البلاد، خصوصاً إلى بولندا المجاورة. وجاء في التقرير أنّ ثمّة أطفالاً تمّ إجلاؤهم لم يُعرف مصيرهم حتى الآن.
ودعت المنظمة حلفاء كييف الغربيين والمانحين الرئيسيين إلى مساعدة أوكرانيا للحفاظ على نظامها الاجتماعي، من أجل "دعم تحقيق هذه الأهداف (...) واعتماد استراتيجية منسّقة لضمان رفاه الأطفال"، لا سيّما من خلال إنشاء مجموعة عمل مع الأمم المتحدة مخصّصة لهذا الموضوع.
(فرانس برس)