دول جنوب أوروبا تتوقع وصول أكثر من 150 ألف مهاجر خلال 2022

04 يونيو 2022
نقص الغذاء يفاقم موجات الهجرة حول العالم (آريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -

تتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا وصول أكثر من 150 ألف مهاجر إليها في العام الحالي، في الوقت الذي تهدد فيه أزمات الأغذية الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة ‬‬من أفريقيا والشرق الأوسط.

ودعت دول مجموعة "ميد 5" التي تضم إيطاليا وإسبانيا واليونان ومالطا وقبرص، السبت، إلى إنهاء تضامن الكتلة الأوروبية "الطوعي" مع المهاجرين، والبحث عن طريقة أفضل لإعادة توزيع عبء العناية بهم.

وطبقا لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصل بالفعل 36400 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى الدول الخمس منذ مطلع هذا العام، لكن ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015، عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقال وزير داخلية قبرص نوكيس نوريس، للصحافيين، إن هناك حاجة إلى سياسة قوية ومشتركة من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، وأضاف أن "التضامن ليس شعارا، ولا يمكن أن يكون خاليا من الجوهر"، مضيفا أن "التضامن الذي في أذهاننا لا يمكن أن يكون طوعيا"، وأنه بعد عدة سنوات من استقبال قبرص المهاجرين، يتكون الآن 5 في المائة من سكان الدولة الجزيرة من طالبي اللجوء.

بدورها، أشارت وزيرة الداخلية الإيطالية، لوسيانا لامورجيز، إلى ضرورة تطوير الاتحاد الأوروبي "آلية مناسبة لتوزيع المهاجرين بين أعضائه"، كما ضغطت من أجل المزيد من اتفاقيات الإعادة إلى الوطن مع الدول التي يبحث شعبها عن حياة أفضل في أوروبا، ولكن تم رفض طلبات لجوء مهاجريها لأنهم يفرون من الفقر وليس من الحرب أو الاضطهاد.

ولدى إيطاليا اتفاقية إعادة توطين فعالة مع تونس، ولكن ليس مع معظم البلدان الأخرى في أفريقيا أو في آسيا، ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من فشل طلبات اللجوء الخاصة بهم، يظل العديد من المهاجرين في إيطاليا، وغالبا ما يعملون في وظائف غير قانونية، أو يلجؤون إلى التسول.

بدوره، عبر وزير الداخلية اليوناني، نوتيس ميتاراكيس، عن دعمه المزيدَ من المسارات القانونية للهجرة، وقال للصحافيين: "لا يمكننا أن ندع المهربين يقررون من يأتي للعيش في أوروبا".

ولم يتطرق الاجتماع إلى ملايين اللاجئين الأوكرانيين الذين تدفقوا مؤخرا على دول وسط الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا والمجر ورومانيا.

وقال منسق الأمم المتحدة المعني بالأزمة الأوكرانية أمين عوض، أمس الجمعة، إن نقص القمح والحبوب الأخرى يمكن أن يؤثر على 1.4 مليار شخص، مضيفا أن المطلوب الآن إجراء المزيد من المفاوضات لإنهاء إغلاق الموانئ الأوكرانية تجنبا لمجاعة وهجرة واسعة حول العالم.

أثبتت سياسات الاتحاد الأوروبي السابقة، التي كان من الممكن للدول الأعضاء بموجبها أن تعرض استقبال بضع مئات الآلاف من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا واليونان والشواطئ الجنوبية الأخرى، أنها غير كافية بشكل صارخ، ولم يتقدم العديد من دول الاتحاد الأوروبي لاستقبال اللاجئين، ولم تف دول أخرى بوعودها باستقبال أعداد متواضعة من بين مئات الآلاف من المهاجرين الذين أُنقذوا من قوارب المهربين غير الصالحة للإبحار.

أصبحت الطريقة التي تتعامل بها أوروبا مع أعداد كبيرة من المهاجرين مشكلة ملحة، وسط مخاوف من أن الجفاف في أفريقيا وارتفاع أسعار المواد الغذائية، حتى قبل الحرب الجارية في أوكرانيا، جعلا شحن الحبوب الأوكرانية إلى الصومال ومصر ودول فقيرة أخرى أمرا مستحيلا، ما قد يؤدي إلى زيادة أعداد الجياع بالفعل.

وفي منطقة الساحل الأفريقية، يواجه ما يقدر بنحو 18 مليون شخص جوعا شديدا، إذ يعاني المزارعون من أسوأ موسم حصاد منذ أكثر من عقد.

(رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون