أظهرت دراسة أن دواء الربو الذي يتم استنشاقه لمعالجة فيروس كورونا قد ساعد كبار السن الذين يعانون في المنزل على التعافي أسرع بثلاثة أيام. ووجدت تجربة أجريت على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ويعانون من ظروف صحية أساسية، إضافة إلى أشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، أن استنشاق دواء الربو المعروف باسم "بوديزونيد" مرتين يومياً لمدة أسبوعين قلّل من وقت الشفاء وساعدهم على البقاء بصحة جيدة والشعور بتحسن أسرع من أولئك الذين لم يتم إعطاؤهم الدواء في الأسابيع اللاحقة، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وبحسب الباحثين، فإن النتائج المؤقتة لهذه التجربة تبحث عن علاجات يمكن استخدامها في المجتمع بدلاً من الدخول إلى المستشفى، ويمكن أن تغير الممارسة السريرية في جميع أنحاء العالم. في العديد من البلدان، يتوفر عدد أقل من أسرة المستشفيات لمرضى كورونا، مما يجعل علاج أكبر عدد ممكن من الأشخاص في المنزل أمراً مهماً.
ووفق الدارسة، فقد تم إدخال عدد أقل من الأشخاص في التجربة إلى المستشفى من بين أولئك الذين عولجوا بعقار "الكورتيكوستيرويد المستنشق" بنسبة 8.5 بالمائة مقارنة بـ 10.3 بالمائة ممن خضعوا للعلاجات المعتادة. وعلى الرغم من نتائج هذه الدراسة، إلا أن بعض الخبراء أكدوا أن توقيت الدراسة تزامن أصلاً مع انخفاض أعداد المرضى في المستشفيات، لذا فإن التأثير غير واضح.
وقد طُلب من المرضى الذين عولجوا بدواء "بوديزونيد " أن يستنشقوا 800 ميكروغرام مرتين في اليوم لمدة 14 يوماً وتمت متابعتهم لمدة 28 يوماً. وجد التحليل المؤقت أن متوسط وقت الشفاء كان أسرع بثلاثة أيام بالنسبة لأولئك الذين تناولوه، وأن 32 بالمائة ممن تناولوه تعافوا في غضون 14 يوماً.
يقول كبير الباحثين المشترك كريس باتلر، وهو طبيب عام من جنوب ويلز وأستاذ الرعاية الأولية في جامعة أكسفورد "إن الدراسة وجدت دليلاً على أن دواء رخيصاً نسبياً ومتاحاً على نطاق واسع مع آثار جانبية قليلة جداً يساعد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر من نتائج أسوأ من فيروس كورونا على التعافي بشكل أسرع، والبقاء أفضل بمجرد أن يشعروا بالشفاء، ويحسن صحتهم".
ووفق باتلر، من المتوقع أن تساعد هذه الدراسة الممارسين الطبيين في جميع أنحاء العالم الذين يهتمون بالأشخاص المصابين بفيروس كورونا في المجتمع على إعادة النظر في هذا الدليل عند اتخاذ قرارات العلاج، إذ يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بالفيروس على التعافي بشكل أسرع.
من جهته، يعلق البروفيسور ريتشارد هوبز، الذي يرأس قسم نوفيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية في جامعة أكسفورد على نتائج الدراسة، من خلال الإشارة إلى أنه لأول مرة كانت لدينا أدلة عالية الجودة على العلاج الفعال الذي يمكن نشره في جميع أنحاء المجتمع للأشخاص الذين لديهم خطر الإصابة بمرض أكثر خطورة من فيروس كورونا.