الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً طارئاً لمكافحة تفشي الجرب في مخيمات الشمال السوري

31 مايو 2024
طفل داخل مخيم للنزوح في إدلب، 5 نوفمبر 2017 (محمد العبدلله/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الاتحاد الأوروبي يخصص 450 ألف يورو لدعم جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة تفشي الجرب بشمال غربي سورية، مستهدفًا تحسين الظروف الصحية للنازحين.
- التمويل يدعم توزيع الأدوية، تدريب العاملين الصحيين، وحملات التوعية لأكثر من 180 ألف شخص في 70 مخيمًا و7 مجتمعات.
- الجرب يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا في المنطقة، مع التأكيد على أهمية العلاج والتوعية الصحية للسيطرة على انتشار المرض وتحسين الأوضاع الصحية.

أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص مبلغ طارئ لدعم جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة تفشي الجرب في مناطق شمال غربي سورية. وجاء ذلك في بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، أمس الخميس.

وأكدت البعثة في البيان أنّ دعمها لجهود منظمة الصحة العالمية يعكس التزامها بمعالجة الأزمات الصحية في المنطقة وتحسين الظروف المعيشية للسكان. وكشفت أن التمويل الطارئ للحد من انتشار مرض الجرب سيعزز المرونة الصحية في المنطقة. وفي هذا السياق، صرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستونيسكو "نحن نقف متضامنين مع الشعب السوري، وسنواصل دعم المبادرات التي تعزز الصحة والكرامة والرفاهية".

وأشار البيان إلى أن أعداد مصابي الجرب التي أُبلغ عنها منذ فبراير/ شباط تشهد تزايداً في منطقة شمال غربي سورية المكتظة بالنازحين، حيث يعيش فيها مليونا نازح في مخيمات مزدحمة تعاني إمكانيات محدودة للحصول على الخدمات الصحية الأساسية.

وأوضح البيان أن "التمويل الطارئ الذي قدمه الاتحاد الأوروبي سيمكن منظمة الصحة العالمية من تنفيذ إدارة واسعة النطاق للأدوية القائمة على البيرميثرين لأكثر من 180 ألف شخص في 70 مخيماً و7 مجتمعات تعتبر الأكثر تضرراً". وأضاف البيان أنّ "هذه الأموال ستسمح لموظفي منظمة الصحة العالمية بتدريب العاملين وتجهيزهم في مجال الصحة المجتمعية ومروجي النظافة لإجراء الفحوصات السريرية وتوفير الأدوية اللازمة. كما ستنفذ منظمة الصحة العالمية بالتوازي حملات توعية لرفع مستوى الوعي حول كيفية الوقاية من الجرب".

وسينفذ إجراء الحد من انتشار الجرب في المنطقة، وفق البيان، بموازاة إجراءات في مجالات المياه والنظافة والصرف الصحي بهدف تحسين نوعية ظروف الحياة في المواقع المستهدفة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في "استجابة أكثر شمولاً" للأزمة الصحية، وفق نص البيان. والمبلغ المخصص يبلغ 450 ألف يورو.

ويعد الجرب في الوقت الحالي من الأمراض الشائعة في مناطق شمال غربي سورية، بسبب سرعة انتشاره وسهولة انتقال العدوى في ظل غياب مقومات الحد من انتشاره مع تراجع الدعم الإنساني في المنطقة، وانخفاض دعم قطاعي الصحة والنظافة.

بدوره، أكدّ اختصاصي الأمراض الجلدية،  الدكتور أحمد دعدوش، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ مرض الجرب منتشر في جميع مخيمات منطقة شمال غرب سورية بسبب العدوى المتكررة ونقص الأدوية والازدحام السكاني. وبيّن أن الحد من انتشار الجرب ممكن باستخدام العلاج المناسب.

من جهتها، أوضحت أسماء البرهوم التي تقيم في مخيم للنازحين قرب مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، أن ثلاثة من أطفالها أصيبوا بالجرب. وقالت لـ"العربي الجديد": "العدوى موجودة دائماً، وإصابة أحد أفراد العائلة تعني انتقال العدوى إلى الجميع. الأطفال يلعبون معًا في الشارع، والمياه قليلة، والقمامة منتشرة في كل مكان، والعلاج يتطلب المتابعة".

وخلصت دراسة استقصائية مجتمعية شاملة لمنظمة الصحة العالمية، صدرت في مايو/ أيار الجاري، إلى انتشار غير عادي للجرب في مواقع النازحين ضمن ست مناطق في إدلب. حيث تستضيف هذه المواقع أكثر من 4.2 ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك مليونا شخص في مخيمات النازحين غير الرسمية والمتفرقة. وبيّنت الدراسة أنّ سكان المخيمات أكثر عرضة للإصابة بالجرب بسبع مرات، حيث إنّ 32.4% من المخيمات و51.6% من المجتمعات فقط لديها حالياً خدمات الاستجابة للجرب، مما يترك معظم المناطق ذات الأولوية القصوى من دون مساعدة.

المساهمون