دراسة: موانع الحمل الهرمونية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

22 مارس 2023
تناول موانع الحمل المؤلّفة من بروجسترون فقط يحمل خطر إصابة بسرطان الثدي (Getty)
+ الخط -

تؤدّي وسائل منع الحمل الهرمونية بمختلف أشكالها إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، ومن بين هذه الأدوية تلك المؤلّفة من هرمون بروجسترون فقط والتي يتزايد استخدامها، بحسب ما أفادت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "بلوس ميديسين" الطبية أمس الثلاثاء.

وأشار الباحثون الذين أعدّوا الدراسة إلى ضرورة أخذ الفوائد التي تحملها وسائل منع الحمل بعين الاعتبار، من قبيل حماية النساء اللواتي يتناولنَها من أمراض سرطانية أخرى، عند تحليل هذه الزيادة المحدودة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وكانت دراسات سابقة قد توصّلت إلى أنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي يتزايد من جرّاء تناول وسائل منع الحمل التي تحوي هرمون بروجستين الصناعي (مركّب كيميائي يشبه بخصائصه هرمون بروجسترون) وهرمون إستروجين معاً. يُذكر أنّه فيما كان اللجوء إلى الأدوية التي تحوي بروجستيرون فقط يتزايد منذ سنوات، لم تتناول دراسات كافية حتى اليوم آثارها على خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وتوصّلت الدراسة الحديثة إلى أنّ تناول موانع الحمل المؤلّفة من بروجسترون فقط يحمل خطر إصابة بسرطان الثدي مماثلاً لما ينطوي عليه تناول الأدوية المؤلفة من إستروجين وبروجستيرون. وأوضحت أنّ النساء اللواتي يستخدمنَ موانع الحمل الهرمونية يواجهنَ خطراً متزايداً بنحو 20 إلى 30 في المائة في الإصابة بسرطان الثدي، بصرف النظر عن نوع موانع الحمل (حبوب، لولب، غرسة، حقن) أو تركيبتها (إستروجين وبروجسترون معاً أو بروجسترون فقط). وقد أتى هذا المعدّل مشابهاً لما ذُكر في دراسات سابقة، من بينها دراسة واسعة النطاق تعود إلى عام 1996.

وبهدف إيضاح ما تعنيه النتائج الأخيرة، احتسب الباحثون عدد الحالات الإضافية المصابة بسرطان الثدي، مع العلم أنّ مخاطر الإصابة بهذا المرض ترتفع مع التقدّم في السنّ. فقد أُصيبت بسرطان الثدي ثماني نساء من أصل 1000 امرأة تناولنَ موانع الحمل الهرومنية مدى خمسة أعوام تتراوح أعمارهنّ ما بين 16 و20 عاماً. أمّا في الفئة العمرية المتراوحة ما بين 35 و39 عاماً، فقد سُجّلت إصابة 265 امرأة من أصل 100 ألف بهذا النوع من السرطان.

وقالت الأستاذة في جامعة أكسفورد غيليان ريفز والمشاركة في إعداد الدراسة، في مؤتمر صحافي، إنّه "لا يروق لأيّ امرأة أن تسمع أنّ دواءً ما سوف يرفع من خطر إصابتها بسرطان الثدي"، مضيفة أنّ "الخطر الذي تحدثّت عنه الدراسة طفيف جداً مقارنة بالخطر الفعلي". وتابعت ريفز: "ينبغي النظر إلى هذا الخطر في ضوء الفوائد التي توفّرها وسائل منع الحمل الهرمونية، فهي لا تساهم في السيطرة على الحمل فقط، بل من شأن موانع الحمل المأخوذة عن طريق الفم توفير حماية كبيرة وعلى المدى البعيد من أنواع أخرى من السرطان لدى النساء، كسرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض".

كذلك، أكّدت الدراسة كما حال أعمال بحثية أخرى أنّ زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بموانع الحمل الهرمونية تنخفض في السنوات التي تلي توقّف المرأة عن تناول هذه الأدوية.

من جهته، رأى الأستاذ في جامعة كوين ماري في لندن ستيفن دافي الذي لم يشارك في الدراسة، أنّ هذه النتائج "تبعث على الاطمئنان لأنّ التأثير الذي تحدّثت عنه محدود". واستندت الدراسة إلى بيانات نحو عشرة آلاف امرأة دون الخمسين من العمر أُصبنَ بسرطان الثدي بين عامَي 1996 و2017 في المملكة المتحدة، إذ من الشائع راهناً استخدام موانع الحمل القائمة على بروجستين فقط، على حساب تلك المؤلفة من بروجستين وإستروجين. ويُنصَح باستخدام موانع الحمل التي تحوي بروجستين فقط للنساء المرضعات، أو اللواتي يواجهنَ في حال تناول الأدوية المؤلّفة من إستروجين وبروجسترون معاً مخاطر صحية مثل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو النساء المدخّنات اللواتي تتخطّى أعمارهنّ 35 عاماً.

وأشارت ريفز إلى أنّ من بين "العوامل الكثيرة" التي تفسّر زيادة استخدام موانع الحمل التي تحوي بروجستين فقط هو احتمال أن تكون "النساء يتناولنَ هذه الأدوية في مراحل متأخّرة من حياتهنّ"، وبطبيعة الحال تتوفّر فيهنّ هذه الشروط بشكل أكبر.

(فرانس برس)

المساهمون