أكّدت دراسة أجراها باحثون ومتعاونون من نظام الرعاية الصحية ومعاهد البحوث في دولة قطر، نتائج الأبحاث السابقة التي تبيّن بالأدلة والبراهين أنّ الحصول على التطعيم الكامل، أو العدوى السابقة، لديهما فعالية عالية في الوقاية من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
كما تطرّقت الدارسة البحثية إلى موضوع استئناف السفر الدولي خلال أزمة فيروس كورونا.
وشارك في إعداد الدراسة، المنشورة في المجلة المرموقة للجمعية الطبية الأميركية، فريق من الباحثين من وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، وكلية وايل كورنيل للطب قطر وجامعة قطر.
وقال روبرتو برتوليني، مستشار وزير الصحة العامة ونائب قائد أولوية الصحة في جميع السياسات في الاستراتيجية الوطنية للصحة، وكبير الباحثين في الدراسة: "لقد قمنا باستخدام بيانات فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل PCR للمقيمين القادمين إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، على متن رحلات دولية، لتقييم مدى فعالية الحصول على التطعيم الكامل بلقاح فايزر- بيونتيك أو موديرنا، أو العدوى السابقة في منع خطر الإصابة بفيروس كورونا بين المسافرين".
وأضاف: "تمّ فحص 261849 شخصاً عند وصولهم إلى المطار وكذلك تحليل نتائج فحص PCR الخاصة بهم، حيث توصلنا إلى أنّ الأفراد الذين تمّ تطعيمهم بشكل كامل والأشخاص الذين أصيبوا بعدوى سابقة، هم أقل عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 80 بالمائة بالمقارنة مع الأفراد الذين لم يحصلوا على التطعيم أو أولئك الذين لم يسبق لهم الإصابة بالعدوى".
وتدعم هذه النتائج الأخيرة، الأبحاث السابقة التي أجريت في دولة قطر، ونُشرت مؤخراً في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، حيث قال البروفيسور ليث أبو رداد، أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في كلية وايل كورنيل للطب في هذا السياق، "تدعم نتائج هذه الدراسة الخاصة بالمسافرين عن طريق مطار حمد الدولي، دراستنا الأخيرة التي تظهر أن التطعيم فعّال بنسبة 89.5 بالمائة للأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل في منع الإصابة بالعدوى من متغيّر ألفا، الذي تمّ تحديده في المملكة المتحدة وبنسبة 75 بالمائة في منع الإصابة بالعدوى من متغيّر بيتا، الذي تمّ تحديده في جنوب أفريقيا".
وأشار إلى أنه من المشجّع جدا رؤية المزيد من الأدلة التي تدعم فعالية اللقاح المضاد لفيروس كورونا على أرض الواقع". وقال إنّ العلم يظهر فعالية اللقاح العالية في الحدّ من إصابة الأفراد بالعدوى، بالإضافة إلى فعاليته في منع الإصابة بالأعراض الشديدة لدى العدد القليل من الأشخاص الذين قد يصابوا بالعدوى.
وأظهرت الدراسة ارتباط التطعيم والعدوى السابقة بتقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا بين المسافرين، حيث أنّ كلا من مناعة اللقاح المضاد للفيروس والمناعة الطبيعية المكتسبة من خلال الإصابة السابقة بالعدوى، لا تحميان بشكل كامل من خطر الإصابة بفيروس كورونا، مع تسجيل تقدم فيما يتعلق بالإصابة بالعدوى.
من جهته قال عبد اللطيف الخال، رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية: "طبقت دولة قطر في شهر فبراير/شباط من العام الجاري، سياسة الإعفاء من متطلبات الحجر الصحي للمقيمين العائدين إلى الدولة والذين حصلوا على التطعيم الكامل بلقاحات معترف بها من قِبل وزارة الصحة العامة، بشرط تقديم شهادة تثبت نتيجة فحص PCR سلبية عند الوصول إلى مطار حمد الدولي".
وأكد الخال أنّ هذه السياسة أثبتت فعاليتها عند فحص المسافرين ومنع تفشي العدوى القادمة إلى البلاد وانتشارها بين أفراد المجتمع، مع تسهيل السفر للأشخاص الحاصلين على التطعيم في الوقت ذاته.
وأضاف قائلاً: "تظهر هذه الدراسة الأخيرة وجود خطر ضئيل يتمثل في حمل الأشخاص الذين تم تطعيمهم بشكل كامل أو الذين أصيبوا بعدوى للفيروس، ولكن في الغالب بدون وجود أي أعراض".
ودعت وزارة الصحة العامة زيارة الموقع الإلكتروني لمجلة الجمعية الطبية الأميركية لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه الدراسة المندرجة تحت عنوان "ارتباط التطعيم والعدوى السابقة بنتائج فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل PCR الإيجابية المتعلقة بالإصابة بفيروس كورونا لدى ركاب الخطوط الجوية القادمين إلى دولة قطر".
(قنا)