دراسة قطرية: الإدمان الرقمي يسبب الاكتئاب للمراهقين

15 ديسمبر 2021
تهدف الدراسة إلى زيادة الوعي المجتمعي (مؤسسة قطر)
+ الخط -

كشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن تأثير الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية، خاصة تلك المتصلة بالإنترنت، بين المراهقين في قطر، على صحتهم، ودراستهم، وعلاقاتهم الأسرية.

وبحسب أولياء الأمور الذين شملهم استطلاع الدراسة، يعاني الأطفال من مشكلات صحية بدنية ونفسية، مثل الأرق والسمنة والتوتر والاكتئاب، بسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية، بالإضافة إلى انخفاض أدائهم التعليمي، ومعاناتهم من الخجل الاجتماعي، وخلافاتهم المتكررة مع بقية أفراد الأسرة.

وتهدف الدراسة إلى زيادة الوعي المجتمعي والإسهام في بناء خدمات متخصصة لعلاج الإدمان الرقمي في قطر، وقد استطلع القسم الأول من الدراسة، التي تتكون من ثلاثة أقسام، آراء أولياء الأمور حول تقييمهم استخدام أبنائهم المراهقين الأجهزة الرقمية.

وجرت مناقشة وعرض نتائج الدراسة في قمة "وايز 2021"، التي أقيمت في مركز قطر الوطني للمؤتمرات الأسبوع الماضي.

وقالت مديرة البحوث في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" إنّ الجزء الأول من الدراسة تناول وجهة نظر أولياء الأمور، وأظهرت النتائج أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بين المراهقين ظاهرة واسعة الانتشار على نطاق واسع في قطر، وأن الآباء بحاجة إلى المساعدة في معالجة هذه المشكلة، لكن أكثر من 98% منهم ليسوا على دراية بالخدمات المتوفرة حاليا في قطر، بينما يتردد بعضهم في طلب المساعدة بسبب وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالسعي للحصول على الرعاية الصحية النفسية". 

ومن أهم نتائج الدراسة كشف مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الأجهزة الرقمية، والذي قد يصل إلى أكثر من أربع أو خمس ساعات في اليوم، وأفاد أولياء الأمور بأن الأطفال عادة ما يعانون من قلة النوم وقلة التركيز وعدم الاهتمام باللقاءات العائلية، وفقا لمديرة قسم البحوث بمعهد الدوحة الدولي عزة عبد المنعم.

وبحسب بيان مؤسسة قطر، لا يوجد حتى الآن برنامج متخصص لعلاج الإدمان الرقمي، واستنادا إلى النتائج الرئيسية للدراسة، يهدف الباحثون إلى التعاون مع كافة الجهات المعنية لإعداد برامج علاجية متخصصة في قطر وتقديم المشورة بشأن السياسات الوطنية.

وأوضحت الدراسة أن جائحة كورونا تسببت في زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في العمل والدراسة، واتفق المتحدثون على أن مراقبة الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية ودراسة تأثيرها أمر حيوي، حتى يمكن اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة ووضع الحلول المصممة خصيصا لهذا الوضع.

وسيتضمن القسم الثاني من الدراسة إعداد استطلاع رأي للمراهقين، بينما سيحتوي القسم الثالث على البيانات من مؤسسات الرعاية الصحية في قطر لفهم تجاربهم مع المرضى وتحديد أوجه وجوانب القصور في الخدمات. ومن المتوقع أن تكتمل الدراسة في سبتمبر/ أيلول 2022 وتطلق توصيات بالسياسات قائمة على الأدلة.

المساهمون