دراسة: حرائق أستراليا أضرّت بطبقة الأوزون

26 اغسطس 2022
حرائق أستراليا التهمت غاباتها وفاقمت وضع ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي (Getty)
+ الخط -

كان لحرائق الغابات المدمّرة التي اجتاحت أستراليا في عامَي 2019 و2020 تأثير كبير على ثقب طبقة الأوزون، بحسب دراسة جديدة نُشرت نتائجها في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" المرتبطة بمجموعة "نيتشر"، اليوم الجمعة.

وأثبتت الدراسة وجود صلة ما بين الدخان غير المسبوق المنبعث من حرائق أستراليا التي التهمت غاباتها وثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية. وبحسب باحثين من جامعتَي "إكستر" و"مانشستر" البريطانيتَين، "حُقنت ملايين الأطنان من الدخان والغاز (...) في طبقة التروبوسفير العليا والطبقة السفلى من الستراتوسفير"، وقد تسبّب تراكم جزيئات الدخان في ارتفاع درجة حرارة الطبقة السفلى من الستراتوسفير إلى مستويات لم نشهدها منذ ثوران بركان بيناتوبو في الفيليبين في عام 1991.

وبسبب الحرارة العالية، وسّعت الحرائق ثقب طبقة الأوزون التي تظهر كلّ ربيع فوق القارة القطبية الجنوبية و"وصل إلى مستويات قياسية في عام 2020". وكانت الحرائق التي أتت على 5.8 ملايين هكتار في شرق أستراليا ما بين أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، شديدة لدرجة أنّها تسبّبت بظهور عشرات من سحب "بيروكومولونيمبوس" (Pyrocumulonimbus)، وهي غيوم تنتج عن أعمدة الدخان المتصاعدة. وتُعَدّ هذه الغيوم التي تصفها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بـ"تنّين من السحب القاذفة للّهب" قوية جداً لدرجة أنّه في إمكانها التأثير على الطقس المحلي، الأمر الذي يتسبّب في حدوث أعاصير نارية وعواصف رعدية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الثقب في طبقة الأوزون نشأ عن طريق التلوّث البشري، لا سيّما بواسطة مركّبات الكربون الكلورية الفلورية التي كانت تنبعث سابقاً من أنواع كثيرة من الثلاجات. لكنّه في خلال العقود القليلة الماضية، أعطى التعاون العالمي طبقة الأوزون فرصة للتعافي. فقد قلل "بروتوكول مونتريال" الذي وقّع في المدينة الكندية التي يحمل اسمها في عام 1987 وصدّقت عليه 195 دولة، بشكل كبير من كمية مركّبات الكربون الكلورية الفلورية في الغلاف الجوي، وبالتالي يبدو أنّ طبقة الأوزون قادرة على التعافي تماماً بحلول عام 2060، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

على الرغم من ذلك، يحذّر الباحثون من أنّ تفاقم تغيّر المناخ سوف يزيد من تواتر حرائق الغابات وحدّتها، ونتيجة لذلك سوف تصير الحوادث المماثلة أكثر احتمالاً. وفي هذا السياق، صرّح البروفسور جيمس هايوود لوكالة فرانس برس بأنّ "الاحترار المناخي قد يحبط الجهود الجبارة التي بذلناها لتأمين ثقب طبقة الأوزون".

(فرانس برس)

المساهمون