دراسة جديدة تدعم فرضية تراجع تركيز الحيوانات المنوية عالمياً

16 نوفمبر 2022
تركيز الحيوانات المنوية من عوامل خصوبة الذكور (يوشي يامازاكي/ فرانس برس)
+ الخط -

خلصت دراسة واسعة إلى أنّ تركيز الحيوانات المنوية، وهو أحد عوامل خصوبة الذكور، انخفض بشكل كبير في كلّ أنحاء العالم في العقود الأخيرة، وقد نُشرت نتائجها في "هيومن ريبروداكشن أبدايت"، المجلّة المتخصصة بالصحة الإنجابية الصادرة عن منشورات "أكسفورد أكادميك".

وجاء في الدراسة التي تضمّنت تقويماً لنحو أربعين دراسة سابقة حول الموضوع، أنّ "تركيز الحيوانات المنوية انخفض بشكل ملحوظ بين عامَي 1973 و2018". وقد أتت على نطاق غير مسبوق حول المسألة، حتى لو أنّ نتائجها تؤكد استنتاجات دراسة سابقة أعدّها الفريق عينه وأثارت عقب نشرها في عام 2017 انتقادات كثيرة، خاصة لأنّ استنتاجاتها كانت تتعلق برجال فقط ببلدان معينة كلّها في العالم الغربي.

وهذه المرّة، بعد دمج مزيد من البيانات، خلص معدّو الدراسة إلى أنّ الاتجاه التراجعي يتعلق كذلك بأميركا الجنوبية وآسيا وأفريقيا. وكتب هؤلاء أنّ "البيانات تشير إلى أنّ هذا التراجع العالمي استمرّ بوتيرة متسارعة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين".

وتُعَدّ كمية الحيوانات المنوية من العوامل التي تؤثّر على خصوبة الذكور، وإن لم تكن العامل الوحيد، إذ يؤدّي تنقّلها كذلك دوراً مهماً، وهو عامل لم يُقَس في الدراسة الأخيرة. وبالتالي، فإنّ هذه النتائج لا تسمح باستنتاج وجود انخفاض عام في خصوبة الذكور، حتى لو كانت توفّر عناصر في هذا الاتجاه وتتماشى مع دراسات أخرى حلّلت أكثر أسباب هذا التراجع.

وعزا المتخصص في الغدد الصماء تشانا جاياسينا هذا الوضع إلى "أسباب مثل البدانة، وقلة النشاط البدني، والتلوّث، والتعرّض للمواد الكيميائية في البيئة".

ورحّب هذا الخبير في "إمبريال كولدج لندن"- الذي لم يشارك في الدراسة، وكان يتحدّث إلى مركز الإعلام العلمي البريطاني- بهذه الدراسة الجديدة واصفاً إيّاها بأنّها "مهمّة".

لكنّ باحثين آخرين ممّن شككوا أصلاً في دراسة عام 2017، قللوا من أهمية استنتاجات الدراسة الجديدة، ورأوا أنّها لم تحلّ كلّ أوجه القصور في الدراسة السابقة.

وقال عالم الذكورة ألان باسي لوكالة فرانس برس: "ما زلت أشكّ في جودة الدراسات، لا سيّما الأقدم منها، (...) التي يستند إليها هذا التحليل الجديد"، من دون أن يشكّك في الطريقة التي جمع فيها معدّو البحث الجديد بياناتهم.

وأشار إلى أن تبدّل عدد الحيوانات المنوية يمكن أن يعكس في الواقع تطوّر تقنيات القياس بشكل متزايد، من دون أن يشكّل بالضرورة مؤشّراً إلى الواقع نفسه.

(فرانس برس)

المساهمون