بيّن تحليل نُشر أخيراً أنّ تغيّر المناخ شكّل عاملاً في درجات الحرارة القياسية التي شهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية في موسم الصيف هذا.
وأظهرت الدراسة التي أعدّتها منظمة "كلايمت سنترال" غير الحكومية، التي غطّت الفترة الممتدّة ما بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب 2023، أنّ انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي منذ بداية العصر الصناعي زادت من احتمال تسجيل موجات الحرّ التي شهدتها بالفعل آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
وقد عانى نحو نصف سكان العالم، أي نحو 3.8 مليارات شخص، من درجات حرارة شديدة الارتفاع في خلال هذه الفترة، وذلك على مدى 30 يوماً على الأقلّ، فاقمها تغيّر المناخ.
Climate change increased temperatures for nearly every living human between June and August 2023: New analysis https://t.co/dt6cR6ogZu #ClimateShiftIndex #ClimateMatters pic.twitter.com/LEOV8yxxUg
— Climate Central (@ClimateCentral) September 7, 2023
ولاحظ نائب رئيس "كلايمت سنترال" لشؤون العلوم إندرو بيرشينغ أنّ "أيّ شخص على الكوكب لم ينجُ من تأثير ظاهرة الاحترار المناخي في الأشهر الثلاثة الأخيرة". أضاف أنّه "في كلّ من البلدان التي شملها تحليلنا، خصوصاً في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث يكون الطقس في هذه الفترة الأكثر برودة في خلال السنة، لاحظنا درجات حرارة كان من الصعب لا بل من المستحيل بلوغها لولا تغيّر المناخ الذي يسبّبه الإنسان".
وأوضح بيرشينغ أنّ "التلوّث الناجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مسؤول بوضوح عن درجات الحرارة القياسية هذا الموسم".
وارتكزت المنظمة على أساليب تتيح تحديد احتمالية درجة حرارة يومية معيّنة في كلّ بلد، مع المستويات الحالية من التلوّث بثاني أكسيد الكربون أو من دونها. ومكّنت المنهجية نفسها العلماء من قياس دور تغيّر المناخ في ظواهر الطقس المتطرّفة، من قبيل الظروف التي أدّت إلى اندلاع حرائق كبيرة في مقاطعة كيبك الكندية هذا العام.
وقد وضعت "كلايمت سنترال" مؤشّراً لتغيّر المناخ يتراوح ما بين "-5" و"+5"، تشير فيه المستويات ما فوق الصفر إلى درجات الحرارة جعلها الاحترار أكثر احتمالاً.
وعلى سبيل المثال، يعني المستوى "3" أنّ تغيّر المناخ جعل درجة الحرارة المسجّلة أكثر احتمالاً بثلاث مرّات.
وفي الفترة الممتدة ما بين يونيو وأغسطس الماضيَين، شهد 48% من سكان العالم 30 يوماً كانت فيها درجات الحرارة مطابقة للمستوى "3" على الأقلّ، بحسب مؤشّر "كلايمت سنترال"، عانى منها مليار ونصف مليار شخص يومياً.
وبيّن بيرشينغ أنّ دور تغيّر المناخ كان أكبر بثلاثة إلى أربعة أضعاف في موجات الحرّ التي شهدتها البلدان الأقلّ نمواً والدول الجزرية الصغيرة مقارنة بدول مجموعة العشرين الأكثر ثراءً. ورأى أنّ بعض الدول "تتحمّل مسؤولية أكبر عن تغيّر المناخ والتلوّث اللذَي يغذيان الحرارة التي نعاني منها جميعاً في الوقت الراهن".
(فرانس برس)
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.