أعادت دراسة جديدة أجرتها جامعة نوتنغهام البريطانية، التأكيد على أهمية النصائح الطبية التي أطلقت في بداية وباء كورونا، والتي حذرت من مخاطر لمس الوجه والعيون بشكل كبير نظراً لإمكانية نقل الفيروس التاجي والتسبب في حالات مرضية عديدة، بحسب ما نشرته صحيفة "ذا ميرور" البريطانية، أمس الإثنين.
فقد وجدت الدراسة التي قادها الدكتور ديفيد آر لارج، أنّ السائقين بشكل خاص، وأثناء قيادتهم، يلمسون وجوههم وعيونهم بمعدل 26 مرة في الساعة الواحدة، مما يؤدي إلى انتشار الجراثيم والعدوى في سياراتهم، وهو ما يؤثر سلباً على صحتهم وصحة من يشاركهم السيارة نفسها.
'Touching our faces is driving us to spread germs all over our cars'https://t.co/PrAn5cSQv8 pic.twitter.com/xJ0T6VVKHQ
— The Mirror (@DailyMirror) January 4, 2022
وقد قام باحثون من مجموعة أبحاث العوامل البشرية التابعة للجامعة، بفحص 31 ساعة من لقطات تم تصويرها لسائقين من أعمار وأجناس مختلفة، خلال دراستين سابقتين لفحص سلوكياتهم أثناء القيادة، وتبيّن أنّ السائقين يلمسون أماكن مختلفة في وجوههم نحو 26.4 مرة في الساعة مع استمرار كل لمسة لمدة أربع ثوان تقريباً.
وقد أظهرت الدراسة، أنّ السائقين يلمسون وجوههم بشكل عام بنسبة تصل إلى 79%، يليه الشعر بنسبة 10%، والعنق 8.6%، وأخيراً الكتفان بنسبة 1.7%.
ووفق الدراسة، فقد تبيّن أنّ 42% من السائقين، يلمسون الأغشية المخاطية (البطانة الداخلية للشفتين والأنف والعينين) كل خمس دقائق تقريباً، مع استخدام أطراف الأصابع والإبهام بشكل كبير.
ووجدت الدراسة أيضاً، أن لمس الوجه أثناء القيادة، لم يكن حكراً على جنس أو عمر معين، ولذا من الواضح أنّ السائقين بجميع الفئات العمرية، وسواء أكانوا رجالا أم نساء، معرّضون لخطر التلوث من خلال ملامسة الوجه أثناء القيادة.
يقرّ الباحثون، بحسب الدراسة، بأنّ سلوكيات لمس الوجه، مثل وضع اليد في الأنف أوتنظيف الأذن وحتى فرك العين، يمكن أن تكون سلوكاً غير مقصود، لكنه يتكرر باستمرار دون وعي، خاصة عندما يسافر السائقون بمفردهم في سياراتهم الخاصة. ونتيجة لذلك، فإنّ لمس الوجه، الأنف والأذن قد يساعد في نشر الفيروسات في السيارة، الأمر الذي يتسبب في نقل الجراثيم إلى الأشخاص الآخرين فيها، ويسبب لهم أمراضاً عديدة.
ووفق ما نقله الدكتور ديفيد آر لارج، لموقع "ذا ديلي غارديان" البريطاني، فإنّ هذه السلوكيات تشير إلى إمكانية نقل العديد من الفيروسات من خارج السيارة ونشرها في الداخل من خلال عملية الحكّ، الأمر الذي يجعل من السيارات مكاناً مليئاً بالفيروسات والبكتيريا.
ويقول آر لارج: "تتطلب القيادة تحريك اليدين باستمرار، واستخدام العديد من المفاتيح، إضافة إلى أجهزة التحكم العديدة، ما يعني أنّ النظافة الشخصية أثناء القيادة قد تكون مهمة ومؤثرة في حياة السائقين، ولذا فإنّ التأكد من نظافة اليدين، ومحاولة الحد من سلوكيات لمس الوجه قد تكون مهمة للحفاظ على الصحة العامة".