دخول مساعدات أممية عبر مناطق سيطرة النظام السوري إلى إدلب

30 اغسطس 2021
الشاحنات القادمة من مناطق النظام تحمل مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي(فيسبوك)
+ الخط -

أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية دخلت، ظهر الإثنين، من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب، عبر معبر "ميزناز" الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، غرب المحافظة، إلى منطقة معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، شمال محافظة إدلب.
وقالت "إدارة المعابر" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، في بيانٍ لها على معرفها الرسمي في تطبيق تليغرام، إنه "تم دخول شاحنتين (قاطرة) مرفوع عليهما شعار الهلال الأحمر السوري من مناطق سيطرة النظام باتجاه المناطق المحررة، وسيتم دخول قافلة أخرى خلال الساعات القادمة اليوم الإثنين"، مضيفة أنه "سيتم نقل جزء من المستودعات التابعة لبعض المنظمات الإنسانية الدولية من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب إلى المناطق المحررة، ومن ثم سيتم توزيع المساعدات التي تصل من خلال معبر باب الهوى الحدودي إلى جميع المناطق حسب خطة متفق عليها".

وأوضحت "حكومة الإنقاذ" أن الشاحنات دخلت  من مناطق سيطرة النظام باتجاه المناطق المحررة عبر معبر (ميزناز- معارة النعسان)، غربي حلب، شمال إدلب"، مؤكدةً أن "الشاحنات تحمل مواد إغاثية ومساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي قادمة من مدينة حلب باتجاه مستودعات أُنشئت حديثاً للمنظمة في منطقة إدلب".
في السياق، أكدت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية لدى "حكومة الإنقاذ"، الذراع المدني لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، في بيان لها حول دخول القافلة، أن "الشاحنات تتبع لبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، وهي 15 شاحنة تقوم بنقل 12 ألف حصة غذائية، ضمن خطة نقل مستودعات تتبع لبرنامج الغذاء العالمي من حلب إلى إدلب"، وأضاف البيان أن "عدد الحصص الغذائية المنقولة من مستودعات برنامج الغذاء العالمي، هي حصة إضافية تعادل 5% من الحصص التي تدخل من معبر باب الهوى الحدودي، شمال إدلب".
وأشارت الوزارة إلى أن "الفعالية تضمن نقلاً لمستودعات البرنامج الغذاء العالمي، وليس فتحاً لمعبر إنساني"، لافتةً إلى أن "لا علاقة للهلال الأحمر السوري بالمهمة، والشعار المرفوع على الشاحنات هو شعار برنامج الغذاء العالمي"، مؤكدةً "حرصها الشديد على اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة والتي تعود بالنفع على العمل الإنساني في المناطق المحررة".

من جهته، قال فراس فحام، وهو باحث في مركز "جسور للدراسات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "إدخال المساعدات من مناطق سيطرة النظام إلى شمال غرب سورية، بمرافقة الهلال الأحمر السوري، مؤشر واضح على تعزيز دور النظام السوري في الملف الإنساني، خاصةً أنها تزامنت مع زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى العاصمة السورية دمشق"، مُشيراً إلى أن "هذا الأمر كان مطلب روسيا الأساسي مقابل الموافقة على قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عن طريق مجلس الأمن".
وأوضح فحام أن "المندوب الروسي لدى الأمم المتحدث تحدث بشكلٍ واضح بعد تمديد قرار إدخال المساعدات إلى سورية، أنه تم الاتفاق على تعزيز دور النظام السوري في مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية لضمان عدم وصولها إلى التنظيمات الإرهابية"، مؤكداً أن "هذه الخطوة اليوم تجسيد للتصريح الروسي، وتأكيد على أن الاتفاق حصل بين الدول في مجلس الأمن على أن يكون لمؤسسات النظام السوري دور في توزيع المساعدات الإنسانية، فدخلت من مناطق النظام عبر خطوط الاشتباك إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب، شمال غرب سورية"، مضيفاً "يمكن للنظام السوري الآن بهذه الخطوة التحكم بكمية المساعدات الإنسانية ونوعها".
ويعتقد فحام بأن "روسيا ستحاول أن تستغل الأشهر الستة القادمة لإثبات أن مؤسسات النظام السوري قادرة على القيام بأعباء الملف الإنساني، وإثبات نجاح مؤسسة الهلال الأحمر السوري التابعة للنظام في توزيع المساعدات، ومن ثم تحاول المطالبة لاحقاً عند التفاوض مجدداً على تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية، بأن توسع دور النظام بشكلٍ أكبر في عملية إدخال المساعدات".
ويرى أن "هذا يأتي في سياق الضغوطات الروسية المستمرة لسحب الملف الإنساني من أيدي المعارضة السورية، وتوسيع دور النظام في مختلف الأصعدة الإنسانية والسياسية كنوع من فرضه أمر واقع".

 

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث قد وصل إلى العاصمة السورية دمشق أمس، الأحد، والتقى فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين لدى حكومة النظام. وتحدث المقداد، وفق ما نقلت وكالة "سانا" الموالية للنظام، عن "أهمية توسيع العمل الإنساني في سورية ليشمل مشاريع التعافي المبكر والتنمية"، في حين عبر غريفيث عن "اهتمامه لتأمين التمويل اللازم للعمل الإنساني في سورية من جهة والعمل من أجل الانتقال نحو مزيد من مشاريع التعافي المبكر وتأمين الخدمات الأساسية وخاصة في مجالات الصحة والتعليم".

المساهمون