دار البشير... مركز لرعاية ودعم المُسنّات شماليّ سورية

15 يونيو 2023
تحرص الدار على تقديم خدماتها للمسنات ممن لا يمتلكن سنداً أو معيلاً (دار البشير/فيسبوك)
+ الخط -

تبذل العاملات والمتطوعات في "دار البشير لرعاية المسنين" شماليّ سورية، جهوداً كبيرة في سبيل دعم ومساندة المُسنّات الفاقدات للسند والمعيل، سواء بسبب الحروب أو موجات النزوح والتهجير وغيرها، في محاولة لخلق فضاء أسري يساعدهن على الاندماج داخل هذا الفضاء.

تركّز الدار التي افتتحتها منذ ثلاث سنوات بمدينة معرة مصرين، في ريف إدلب، يسرى صبرة، على إيلاء العناية والاهتمام بالمُسنّات اللواتي وجدن أنفسهن وحيدات دون رعاية. وفي اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، الذي يوافق 15 يونيو/حزيران، تسعى العاملات في الدار لأن تكون المعاملة في أحسن أحوالها لهذه الفئة، إلى جانب تأمين الرعاية الصحيّة والنفسيّة لهنّ، بعد أن فقدن أبناءهنّ وعائلاتهنّ بالموت أو الهجرة، الأمر الذي عرّضهنّ لظروف معيشية صعبة.

تعتبر إساءة معاملة المسنين مشكلة موجودة في كل البلدان، ومع ذلك لا يُبلغ عنها بشكل عام على المستوى العالمي، وقد اختارت الأمم المتحدة تسليط الضوء على معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي في إطار السياسات المتعلقة بالشيخوخة.

يسرى صبرة، المسؤولة في الدار، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن أوضاع المسنّات وضرورة البقاء بقربهنّ وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة لهنّ، مبينة أن دار البشير تستقبل الأمهات اللواتي ليس لهن معيل، وتقدم لهنّ الخدمات اليومية، من طعام وشراب ورعاية صحية وعلاج فيزيائي، وتهتم بشؤونهنّ اليومية، بشكل تطوعي، وتضيف: "نحرص كذلك على القيام بأنشطة خاصة تناسب أعمار المسنات، ونسعى لنكون الأسرة البديلة، فمقدمات الرعاية في مقام أبناء المسنات في الدار"، متمنية أن تحظى الدار بالدعم،  ليتسنى لها استقبال أعداد أكبر من المسنات وتقديم  الخدمات لهنّ في الشمال السوري.

وأشارت صبرة إلى أن الدار تأسست في مارس/ آذار من عام 2020، بهدف استقطاب المسنات ممن فقدن أولادهن وأزواجهن وهجرن وضاقت بهنّ سبل العيش، ولذلك افتتحت وهي تحمل فكرة السند والعون لهنّ.

بدوره، تحدث الناشط الإعلامي أسعد العبيد عن وضع المسنين في المخيمات، شمال غربيّ سورية، لافتاً إلى أن سوء المعاملة يتخذ الكثير من الأشكال، "فوضع كبار السن سيئ في المخيمات، معظمهم يصابون بأمراض مزمنة نتيجة ضيق الأحوال والتعب النفسي والبعد عن أبنائهم، وكثيرون يتركون عرضة للموت في غياب أي جهة تقدم لهم الدعم والاحتضان". 

وتابع: "هناك نقص في كل شيء، من له معيل في خارج سورية يحاول التواصل معه لتأمين المصاريف وثمن الأدوية، لكن من ليس له أحد حياته تكون قصيرة بسبب المرض الذي يتربص به، والمسنون في المقدمة، إنهم محدودون في بقعة جغرافية ضيقة، فقدوا الأولاد والبيت والأرض".

خديجة محمد، ثمانينية تقيم في تجمع مخيمات دير حسّان، يناديها سكان المخيم بلقب "خدّوج"، تقول إن أصعب ما تواجهه في الوقت الحالي هو البعد عن أبنائها واعتقال أحدهم عام 2012. وتوضح خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أن كلّ ما تريده، لقاؤها فلذات الأكباد.

المساهمون