تفتقر خيام النازحين السوريين في مخيّم مكتب الزيتون، شرقي بلدة كفريحمول في ريف إدلب الشمالي، إلى عوازل حرارية مهمة للتخفيف من حدّة الحرارة في فصل الصيف، علماً أنّها بالأهمية ذاتها في فصل الشتاء. بالتالي، مع ارتفاع درجات الحرارة في الشمال السوري، لا يجد النازحون في هذا المخيّم وغيرهم من النازحين في مخيّمات المنطقة خيارات كثيرة للتخفيف من الحرّ.
مهنا حمد المحمد نازح من ريف حماة الشرقي يقيم في هذا المخيّم، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "في المخيّم الكبير الذي يستضيف 220 عائلة، لا يتوافر على أرض الواقع ما يتيح الاستعداد لفصل الصيف". يضيف: "انتهى عقد المنظمة التي كانت تقدّم لنا المياه، ونحن في الوقت الحالي نشتريه على حسابنا. فلا منظمات حاليا توفّر لنا الماء".
ويتابع المحمد: "نكتوي في الخيام من دون عوازل للشمس، لذا نحن في حاجة إلى عوازل تمنع الحرّ عنّا قليلاً. كذلك لا نملك مراوح، ونحن في حاجة إلى ألواح طاقة وبطاريات لتشغيل المراوح". لكنّه يعود ليشدّد على أنّ "المياه هي الهاجس الأكبر بالنسبة إلينا. المياه هي الحياة في الصيف... نحن نريدها بشكل مستمر. تضطر الاستحمام مرتين في اليوم، وإن لم نحصل على الماء، فهذا يسبب مشكلة، في الصيف أجلس في المخيم، ليس لدي عمل، وليس هناك عمل".
ولا يخفي المحمد أنّه يقضي معظم وقته في ظل شجرة الزيتون، بسبب الحرارة التي لا تطاق في الخيمة. ويقول إنّ "الجلوس في الخيمة أفضل في الصيف، في حال توافر عوازل"، لافتاً إلى أنّه في الوضع الحالي، في غياب العوازل، "الخيمة تشبه الفرن، على الرغم من أنّ الصيف لم يبدأ بعد... هي تشبه التنّور بسبب الحرارة الشديدة في داخلها".
من جهته، يقول يوسف العاصي، وهو كذلك من المقيمين في مخيّم مكتب الزيتون، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخيام تشبه البيوت البلاستيكية، والمعاناة كبيرة بسببها، إذ إنّها لا تقينا برد الشتاء ولا حرّ الصيف". ويشرح أنّه "لا مواد للتدفئة في الشتاء، وفي الصيف لا ألواح طاقة ولا مراوح والأمور سيّئة جداً. ولا منظمات تكفل المخيّم".
يضيف العاصي أنّ "الأطفال في المخيم بمعظمهم يُصابون بالحمّى بسبب تعرّضهم لحرارة الشمس"، مشدداً على "الحاجة الملحة إلى المياه والخبز، ولا سيّما أنّ المخيّم لا يحظى بأيّ نوع من أنواع الدعم". ويعود العاصي ليؤكد أنّ "الخيمة حارة إلى درجة تفوق التصوّر، إذ إنّ الشمس تضربها في غياب العوازل الحرارية أو البطانيات (الأغطية) التي من شأنها تخفيف حدّة حرارة الشمس، ولو قليلاً. ففي الصيف نحتاج إلى عوازل لخيامنا وشوادر خاصة تخفف الحرارة"، مشدداً على أنّ "توفير مياه الشرب شيء ضروري".
ويعبّر العاصي عن أسفه، قائلاً: "لا أستطيع تقدمة أيّ شيء للأطفال. لو كانت لدينا مراوح أو ألواح طاقة، لكان من الممكن التخفيف من حدّة حرارة الشمس عليهم. لذا، نعمد في الصيف إلى إبقاء الأطفال في ظلّ الأشجار. وفي بعض الأحيان، نخفف عنهم الحرارة من خلال وضعهم في المياه... فالأولاد الصغار يعانون من أزمة في الحرّ".
وفي ما يتعلق بطرق تخفيف درجات الحرارة في الخيام، يوضح المهندس البيئي محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد" أنّ "طلي الخيام بالطين، الذي لجأ إليه النازحون في مخيّمات كثيرة يزيد من درجات الحرارة في الصيف، وليس العكس. أمّا الطريقة الأكثر جدوى، فهي توفير عوازل حرارية وتهوية جيدة في داخل الخيام، بالإضافة إلى غطاء (شادر) إضافي تبعد عن الخيمة مسافة تتجاوز 40 سنتيمتراً أو نصف متر، من شأنها أن تخفّف من درجة الحرارة التي تسبّبها أشعة الشمس المباشرة على الخيمة".
ويضيف إسماعيل أنّ "من الممكن أن توفّر المنظمات مراوح أو عوازل من شأنها أن تخفّف عن النازحين في المخيّمات، خصوصاً العشوائية. ففيها يقطن النازحون في خيام مصنوعة من البلاستيك التي تحاكي الدفيئة، حيث يحدث ارتفاع حرارة كبير، ومن غير الممكن في فصل الصيف البقاء فيها من دون تهوية جيدة".