خوف متواصل من النزوح والقصف في الشمال السوري

03 يناير 2024
مشهد لمبانٍ متضررة من قصف سابق لإدلب (الأناضول)
+ الخط -

يعيش السكان في مناطق شمال غربي سورية في حالة خوف مستمر، بسبب استمرار القصف المدفعي والصاروخي الذي يستهدف المدن والبلدات التي يقيمون فيها ضمن المنطقة، مع صعوبة النزوح وإيجاد أماكن آمنة، في الوقت الحالي نظرا لحلول فصل الشتاء.

ويؤثر القصف على كافة شرائح المجتمع ومنهم الطلاب الجامعيون. وفي السياق، توضح الطالبة إيمان الشيخ لـ"العربي الجديد" أنها تتخوف بسبب القصف والهجمات الصاروخية على المنطقة وتقول: "أكثر ما أخاف منه هو توقف التعليم، وهذا يزيد العبء علينا، نخاف من سقوط قذائف على الجامعة، لا يوجد استقرار في السكن أو التعليم أو أي شيء".

النزوح في الشتاء قاسٍ

آمنة المحمد أيضا تقيم في مدينة إدلب وتقارن ما بين الفترة السابقة والحالية، وتقول لـ"العربي الجديد": أسكن في مدينة إدلب، كنا نعيش في أمان واستقرار نسبي لكن في لحظة تغير كل شيء، اليوم نخاف على أولادنا وعلى أنفسنا، بحال بقي القصف هكذا لا مكان نذهب إليه، سنتعب كثيرا لنجد مكانا آخر ووضع المخيمات صعب للغاية في الشمال السوري، إنها باختصار أزمة كبيرة نعيشها حاليا".

ويُفضّل الكثير من السكان البقاء في الوقت الحالي ضمن مدينة إدلب، كون الوضع مع حلول فصل الشتاء لا يسمح لهم بالتنقل، ولا يوجد أيضا مكان يمكنهم البقاء فيه لوقت طويل.

والخوف يتجدد لدى الأهالي بشكل كبير مع القصف. في المقابل، هناك مناطق منها منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي إضافة لمناطق ريف حلب الغربي يختلف الوضع فيها إلى حد كبير عن مدينة إدلب، كون القصف يتكرر بشكل شبه يومي.

يقول محمد حاج طه من سكان ريف حلب الغربي لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف زاد أخيرا خاصة في ريف حلب الغربي وجبل الزاوية ومدينة إدلب، بالنسبة لهذه المناطق سجلت موجة نزوح والخيار لدى الأهالي هو بناء خيمة قريبة من الحدود أو ضمن المخيمات، المغارات كانت هي الخيار الأنسب في البلدات لكن في المدن لا يمكن اللجوء إليها، ويتم الاحتماء بالمدارس أو المباني الحكومية المهجورة.

ويشير المتحدث إلى أن الوضع المناخي في الوقت الحالي يسبب عائقا أمام حركة النزوح، كما أن الوضع المالي الصعب يزيد العبء أيضا.

بدوره، يقول الناشط الإعلامي نايف البيوش لـ"العربي الجديد": "في كل عام يتركز التصعيد في منطقة شمال غربي سورية في فصل الشتاء مع اشتداد البرد، ما يسبب موجة من النزوح والأجواء المناخية تزيد المعاناة، كما أن الأهالي بسبب الخوف يسكنون في الأراضي الزراعية والأحراش الجبلية.

ويوضح أن "السكان يضطرون للنزوح رغم قساوة الرحلة، لكنها تبقى أقل ضرراً من خسارة أحد أفراد العائلة في ظل غياب الخيارات".

ووثق فريق "منسقو استجابة سورية" ارتكاب النظام السوري وحلفائه، إضافة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) 11 مجزرة في منطقة شمال غربي سورية، خلال العام الماضي، قتل فيها 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال، بينما أصيب إثرها 171 شخصا، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري لقوات النظام على المنطقة تسبب بنزوح أكثر من 112 ألف شخص، وتعرضت 93 منشأة للاستهداف المباشر خلال العام منها 20 مخيما و40 منشأة تعليمية، و18 منشأة صحية.

المساهمون