أكدت وزارة التربية والتعليم في مصر، الاثنين، أنها قررت تدريس اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) ضمن مناهج التعليم من الصف الرابع الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية، "بهدف نشر الوعي السياحي والأثري، وإكساب الطلاب أخلاقيات السياحة".
وقالت الوزارة في بيان، إن "قضية الوعي الأثري والسياحي تأتي في صدارة القضايا التي نهتم بها، وتتم معالجتها في معظم المواد الدراسية، سواء في موضوعات أو أنشطة، ويتم تناول المفاهيم والمهارات والقيم المتعلقة بالسياحة، والمناطق السياحية والأثرية، وكل أشكال التراث المصري القديم، وأيضًا أخلاقيات التعامل مع المناطق السياحية والأثرية".
وأوضح البيان أن "فكرة إدخال رموز الكتابة الهيروغليفية، وما يقابلها من معان باللغة العربية في المناهج، تهدف إلى إطلاع الطلاب على تاريخهم بهدف المعرفة، ورفع الوعي، والاهتمام بالكتابة الهيروغليفية التي كانت من أهم وسائل التواصل مع الحضارة المصرية القديمة، والمواد الدراسية تتكامل في دعم تنمية وعي الطلاب الأثري والسياحي، كما أن خطة تطوير المناهج المستقبلية تتضمن ذلك، وسيتم تطبيقها من العام القادم".
في المقابل، انتقد الخبير التربوي المصري كمال مغيث تدريس رموز اللغة الفرعونية القديمة، واعتبرها "مزايدة لا قيمة لها"، ووصف الخطوة بأنها "تشبه عادة قديمة هي التنقيط في الأفراح، أو تحية أصحاب الفرح بضرب النار"، في إشارة إلى الاحتفاء الكبير بحفل نقل المومياءات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط، والتي أقيمت السبت الماضي.
وأوضح مغيث أنه "عندما ارتفعت بعض الأصوات معترضة لأن هذا سيثقل على أولادنا، وهم مثقلون أصلا، أعلنت الوزارة أن الهيروغليفية لن تكون مادة نجاح ورسوب، وإنما سيتم تدريس بعض الرموز وما يقابلها بالعربية، مغفلة أن هناك خلافات معتبرة بين دارسي الهيروغليفية حول كلماتها والصوتيات الخاصة بها. لا أعرف كيف فات على الوزارة أنه يستحيل توفير معلمين للهيروغليفية لعشرات الآلاف من المدارس، ومئات الآلاف من الفصول، الأمر الذي يهدد بأن يتحول الأمر إلى مقرر فارغ، أو حصة للتهكم".
وقال الخبير التربوي إن "الحل من وجهة نظري هو أن تقوم وزارة التعليم بالتنسيق مع وزارتي الآثار والسياحة، وبعض أقسام المصريات في كليات الآثار، وبعض خبراء اللغة الهيروغليفية المعروفين، لإعداد دليل تدريبي للغة الهيروغليفية ونشأتها وتطورها، وبعض نصوصها القديمة المعروفة، ويتم تدريب بعض خريجي كليات الآثار على الدليل، وتقوم نخبة من هؤلاء مع خبراء المناهج على تحويل الدليل التدريبي للمعلمين إلى دليل للطلاب يتضمن الأبعاد المعرفية والمهارية والأنشطة".