خبيرة في الأوزون: البشر ليسوا بمنأى عن مفاجآت مناخية جديدة

22 مارس 2023
المستجدّات المناخية قد تحمل مفاجآت للبشر (إندرانيل مخرجي/ فرانس برس)
+ الخط -

تُعَدّ العالمة سوزان سولومون واحدة من أبرز الوجوه المكافحة من أجل معالجة ثقب الأوزون. هي ترى أنّ الناس باتوا قلقين بما يكفي ليؤثّروا في السياسات المناخية، لكنّ هذه الخبيرة السابقة في الأمم المتحدة تشير إلى أنّ المستجدّات المناخية قد تحمل مفاجآت للبشر.

وقد يبدو أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغيّر المناخ، الذي نُشر يوم الاثنين الماضي والمؤلَّف من نحو 100 ألف صفحة والذي هو ثمرة أعمال بحثية امتدّت على مدى الأعوام التسعة الماضية، أنّه الفصل الأخير من عملية فهمنا للاحترار المناخي. لكنّ سولومون، الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية، تقول لوكالة فرانس برس إنّ "هذا التقرير بعيد عن كونه الكلمة الفصل".

وتعبّر سولومون عن تفاجؤها بالتقرير الأخير المشار إليه، والذي أظهر بطريقة غير متوقعة أنّ تغيّر المناخ يحمل خطراً بإبطاء إعادة تشكّل طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من أشعة الشمس ما فوق البنفسجية الضارة. وفي هذا السياق، أجرت وكالة فرانس برس حديثاً مع هذه المناضلة من أجل الأوزون.

س: عندما اكتُشف الثقب في طبقة الأوزون، هل اتّضح فوراً أنّه مشكلة كارثية؟

ج: نعم، لقد كان حدثاً استثنائياً. اكتشفنا فجأة أنّ طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية تقلّصت إلى النصف في فترات معيّنة من السنة، وكنّا نجهل السبب الكامن وراء ذلك. كنت أبلغ من العمر 29 عاماً عندما اكتُشف الثقب في الأوزون في عام 1985 وأثار هذا الحدث اهتمام الأوساط العملية. وفي عام 1986، توليت قيادة رحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية، قمنا في خلالها بقياس كلّ ما يمكن تخيّله: الأوزون نفسه، وأحادي أكسيد الكلور، وثاني أكسيد الكلور، وكلّ الجزيئات التي تمتصّ الأوزون. وقد تمكنّا من الإثبات أنّ كمياتها كانت خارجة عن السيطرة. حينها فكّرت في أنّ سبب ذلك يعود إلى سحب ستراتوسفير القطبية وكيمياء السطوح، واتّضح لاحقاً أنّني على حقّ.

الصورة
المتخصصة في شؤون الأوزون سوزان سولومون (بيار فيردي/ فرانس برس)
سوزان سولومون: لقد كان اكتشاف ثقب الأوزون حدثاً استثنائياً (بيار فيردي/ فرانس برس)

س: جرى التوصل إلى بروتوكول مونتريال (للقضاء التدريجي على الجزيئات التي تستنفد طبقة الأوزون) في سبتمبر/ أيلول 1987. ما الذي دفع الحكومات إلى التحرّك سريعاً؟

ج: إنّ التحرك السريع للحكومات حينها يعود إلى عامل شخصي، فسرطان الجلد وإعتام عدسة العين مرضان مخيفان. كذلك لأنّ المشكلة كانت واضحة، إذ بثّت محطات التلفزة مشاهد صادمة وسهلة الشرح، بالإضافة إلى التوصّل إلى حلول عملية وقابلة للتطبيق بسرعة. وشكّلت هذه الجهود إنجازاً مذهلاً على الصعيد العلمي والسياسي.

س: لماذا لم يدفع تغيّر المناخ الحكومات إلى التحرّك بصورة طارئة؟

ج: لقد بدأ الأشخاص يشعرون بالقلق، وتحديداً الشباب، وهو ما يمثّل حافزاً فعلياً للسياسيين. وتتمثّل المشكلة الأكبر بأنّ الناس يعتقدون أنّ الحلول غير قابلة للتطبيق، لكنّ هذه فكرة خاطئة، وعليهم أن يدركوا كلفة الآثار الناتجة من تغيّر المناخ إن لم نتحرّك.

س: ما الأسئلة الرئيسة المرتبطة بآثار تغيّر المناخ التي تتعيّن الإجابة عنها؟

ج: تحاول دراسات كثيرة التوصّل إلى فهم كيفية تغيّر مسارات العواصف، وما إذا كنّا سنواجه مزيداً من موجات البرد الحادة في القطب الشمالي، في مسألة لا تمثّل آثاراً واضحة للاحترار المناخي، بل هي مشكلة. يُضاف إلى ذلك مدى سرعة ذوبان القمم الجليدية، وهو موضوع ينطوي على ضبابية ويطاول سكان السواحل في مختلف أنحاء العالم. وما زال يتعيّن كذلك الإجابة عن أسئلة مرتبطة بتأثير تغيّر المناخ على إمدادات الغذاء والماء.

س: أظهرت أبحاثكِ الأخيرة أنّ الدخان المنبعث من حرائق الغابات الأسترالية في عامَي 2019 و2020 دُمجت مع بقايا مركّبات الكربون الكلورية الفلورية التي ما زالت في الغلاف الجوي وأدّت إلى تدهور طبقة الأوزون. هل يمكن أن يؤثّر تغيّر المناخ في إعادة تشكيل الأوزون؟

ج: نميل إلى الاعتقاد بأنّ التلوّث سيختفي إذا توقّفنا عن تلويث البيئة. لكنّ مركّبات الكربون الكلورية الفلورية تعيش ما بين 50 و150 عاماً، وينبغي الانتظار حتى تجدّد طبقة الأوزون نفسها. وقد تؤدّي الحرائق التي يُحتمَل أن يتزايد اندلاعها وحدّتها مع تغيّر المناخ، إلى إبطاء هذه العملية. أمّا عواقب الحرائق في أستراليا فهي مسألة صادمة أخرى.

(فرانس برس)

المساهمون