خبراء ينصحون بجرعة تعزيزية أمام هيمنة المتحوّر "دلتا"

04 ديسمبر 2021
خبراء: لا بدّ من الاستفادة من جرعة لقاح ثالثة في مواجهة "دلتا" (رافايل هنريكيه/ Getty)
+ الخط -

لا أحد يعرف مدى فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المتوفّرة اليوم في ما يتعلّق بالوقاية من متحوّر "أوميكرون" الأحدث بين متحوّرات فيروس كورونا الجديد، ومدى توفيرها الحماية من الأعراض الشديدة.

والاختبارات المخبرية جارية لتحديد ذلك، وذلك في إطار التعرّف أكثر إلى المتحوّر الذي رُصد للمرّة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، والذي تبيّن حتى الآن أنّه سريع الانتشار وشديد العدوى، من دون التأكد من حدّة الإصابة التي يتسبّب بها. لكنّ نتائج تلك الاختبارات لن تصدر قبل أسبوعَين إلى ثلاثة أسابيع.

في غضون ذلك، ما زال متحوّر "دلتا" من فيروس كورونا الجديد، الذي رُصد للمرّة الأولى في إبريل/ نيسان الماضي، هو المسيطر.

لذلك، يحثّ خبراء، وكذلك حكومات وشركات مصنّعة للقاحات، على الاستفادة من جرعات اللقاحات التعزيزية حيثما تكون متاحة. فقد أثبت "دلتا" قدرته على الإفلات من الدفاعات التي يؤمّنها اللقاح ضدّ انتقال العدوى، بطريقة أكبر مقارنة بالمتحوّرات السابقة.

ومع هذا، ظلت اللقاحات فعالة جداً في الوقاية من الإصابة بأعراض خطيرة من جرّاء "دلتا"، الأمر الذي يقلّل من مخاطر استنفاد موارد المستشفيات.

ومع استمرار هيمنة "دلتا" في أوروبا، تحاول بلدان عدّة تسريع حملات التحصين بالجرعة الثالثة.

وقد حدّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على سبيل المثال، هدفًا يتمثّل في إعطاء جرعة تعزيزية لجميع البالغين بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل، وتقليل فترة الانتظار بين الجرعتَين الثانية والثالثة من ستة أشهر إلى ثلاثة.

من جهته، قال آلان فيشر، منسق استراتيجية التحصين ضد الوباء في فرنسا، إنّه "سيكون من الخطأ الجسيم الإبطاء الآن".

وفي الولايات المتحدة الأميركية، تسعى شركة "فايزر" للصناعات الدوائية، التي أنتجت لقاحها بالتعاون مع شركة "بيونتيك" الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، إلى الحصول على ترخيص لمنح جرعة تعزيزية من لقاحها لليافعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و17 عاماً.

أمّا أوغور شاهين، الشريك المؤسس لـ"بيونتيك"، فصرّح، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنّ "رسالتنا هي ألا تهلعوا. فالخطة ما زالت كما هي: تسريع منح جرعة تعزيزية ثالثة".

في سياق متصل، قال رئيس مجلس إدارة شركة "موديرنا" ستيفان بانسل، في حديث صحافي هذا الأسبوع، إنّه يتوقّع "انخفاضاً جوهرياً" في فعالية اللقاحات ضدّ المتحوّر الجديد "أوميكرون".

وفي أثناء انتظار نتائج تجارب فعالية اللقاح، كشفت شركات "موديرنا" و"فايزر" و"بيونتيك" و"جونسون أند جونسون" أنّها باشرت العمل على نسخ جديدة من لقاحاتها المضادة لكوفيد-19 لتستهدف "أوميكرون" على وجه التحديد، في حال كانت اللقاحات المتوفّرة غير فعالة ضدّه.

يُذكر أنّه عندما ظهر متحوّر "دلتا"، طوّرت "فايزر" نسخة لقاح ضدّه، لكنّها لم تطرحها في السوق.

وبحسب ما أفاد برونو كانار، المتخصص في فيروس كورونا الجديد في معهد الأبحاث الوطني الفرنسي، فإنّ "المختبرات توصّلت إلى أنّ لقاحاتها توفّر حماية من أعراض كوفيد-19 الحادة، لكنها ما زالت تسمح لفيروس كورونا الجديد بالانتشار".

وأضاف كانار أنّ شركة "فايزر" وعدت بلقاح جديد في غضون 100 يوم، لكنّ طرحه سوف يستغرق وقتاً أطول بكثير، ولن يكون متاحاً بالتالي قبل فصل الربيع. وأكّد أنّه "في غضون ذلك، تحمي اللقاحات المتوفّرة حالياً من الأشكال الخطيرة من كوفيد-19 التي يسبّبها متحوّر دلتا من الفيروس".

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون