خبراء الأرصاد يحذرون من العاصفة هيلاري: معبأة بأمطار تهدد الحياة

21 اغسطس 2023
العاصفة هيلاري هي أول عاصفة استوائية تضرب جنوب كاليفورنيا منذ 84 عاما(Getty)
+ الخط -

رغم أن العاصفة الاستوائية "هيلاري" لم تعد إعصارا، لكنها لا تزال معبأة بما يسميه خبراء الأرصاد الجوية بـ"الأمطار التي تهدد الحياة" لدى إسراعها من ساحل باها في المكسيك باتجاه كاليفورنيا الجنوبية.

وجلبت "هيلاري"، وهي أول عاصفة استوائية تضرب جنوب كاليفورنيا منذ 84 عاما، أمطارا غزيرة إلى المنطقة، حيث شهدت بعض المناطق الجبلية والصحراوية هطول أمطار أكثر من نصف متوسط عام واحد في يوم واحد فقط، بما في ذلك منتجع مدينة بالم سبرينغز، الذي شهد هطول أمطار وصل ارتفاعها إلى ما يقرب من 3 بوصات بحلول مساء الأحد.

وأجبرت العاصفة بعض أكبر المناطق التعليمية في كاليفورنيا على إلغاء الفصول الدراسية، اليوم الاثنين، كما استعد الملايين لمزيد من الفيضانات والانهيارات الطينية، حتى في الوقت الذي بدأت فيه العاصفة تضعف.

الصورة
العاصفة هيلاري (Getty)
أجبرت العاصفة بعض أكبر المناطق التعليمية في كاليفورنيا على إلغاء الفصول الدراسية (Getty)

ويتوقع المركز الوطني الأميركي للأعاصير أن "هيلاري" ستطلق العنان لفيضانات عبر منطقة واسعة من جنوب غرب الولايات المتحدة وستظل عاصفة استوائية أثناء دورانها شمالا وصولا إلى ولاية نيفادا، اليوم الاثنين.

ونصح مدير مركز الأعاصير مايكل برينان في إفادة عبر الإنترنت، الأحد، المواطنين بـ"التركيز على مخاطر الفيضانات بدلا من أضرار الرياح".

فيما وصفت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس العاصفة بأنها "حالة جوية غير مسبوقة"، وطلبت من المواطنين "البقاء في المنزل".

فيضانات مفاجئة

وحذر خبراء الأرصاد من حدوث فيضانات مفاجئة خطيرة عبر مقاطعتي لوس أنجليس وفنتورا، وأنقذ مسؤولو الإطفاء عشرات الأشخاص من المياه التي وصل ارتفاعها إلى الركبة في مخيم للمشردين على طول نهر سان دييغو.

في غضون ذلك، جرفت الأمطار والحطام بعض الطرق وترك المواطنون سياراتهم عالقة في المياه الراكدة. كما أظهر مقطع جرى تصويره من الجو بثته محطة "كيه إيه بي سي" أنهارا من المياه والطين تندفع عبر جبال مينتون في مقاطعة سان برناردينو، وهي مقاطعة داخلية تقع شرق لوس أنجليس.

الصورة
العاصفة هيلاري (Getty)
حذر خبراء الأرصاد من حدوث فيضانات مفاجئة خطيرة (Getty)

ومن المتوقع أن تضعف العاصفة مع استمرارها في التحرك شمالا نحو كاليفورنيا ونيفادا، لكن التهديدات لا تزال قائمة.

 وقال المتخصص في الأعاصير في المركز الوطني للأعاصير، ريتشارد باش، إن العاصفة يجب أن تصبح "إعصارا ما بعد المداري" في وقت ما يوم الاثنين، لكن لا يزال من المحتمل هطول أمطار غزيرة جدا وهبوب رياح قوية.

تراجع الإعصار وتصاعد التحذيرات

وكانت قوة الإعصار هيلاري وصلت إلى الدرجة الثانية على مقياس سفير-سيمبسون المؤلف من خمس درجات تصاعدية قبل أن تتراجع إلى عاصفة مدارية أثناء توجهها إلى مدينة تيخوانا المكسيكية الحدودية ذات الكثافة السكانية.

ورغم تراجع قوة الإعصار حضت المسؤولة في الوكالة الفدرالية الأميركية لإدارة الطوارئ دين كريزويل الأهالي على أخذ المخاطر بجدية.

واجتاحت العاصفة كاليفورنيا بعد أن وصلت إلى اليابسة في شبه جزيرة باها كاليفورنيا القاحلة بالمكسيك، يوم الأحد، في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة على بعد حوالي 250 كيلومترا جنوب إنسينادا.

بعدها تحركت عبر تيخوانا المعرضة للانهيارات الطينية، مهددة المنازل المرتجلة المبنية على منحدرات التلال جنوب حدود الولايات المتحدة.

يقول العلماء إن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان تجعل الظواهر الطبيعية الخطرة أكثر تواترًا وفتكًا.

وقالت كريزويل، المسؤولة في الوكالة الفدرالية الأميركية لإدارة الطوارئ، لشبكة سي إن إن الأحد "علينا أن ننظر أيضا إلى ما يفعله التغير المناخي لهذه الظواهر المناخية القصوى" متسائلة "كيف ستبدو المخاطر في المستقبل؟".

(فرانس برس، أسوشييتدبرس)

المساهمون