خبراء: أطفال غزة يموتون جراء حملة تجويع إسرائيلية متعمّدة

09 يوليو 2024
يصطفون في دير البلح للحصول على الطعام، 30 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكد خبراء حقوقيون أمميون أن أطفال غزة يموتون بسبب "حملة تجويع إسرائيلية متعمدة"، مما أدى إلى وفاة آلاف الأطفال، وانتشار المجاعة في القطاع. وأشاروا إلى أن العالم لم يبذل جهودًا كافية لتجنب الكارثة، معتبرين التقاعس تواطؤًا.

- نددت بعثة إسرائيل إلى الأمم المتحدة ببيان الخبراء، واعتبرته مضللًا. بينما وصفت حماس منع المساعدات بأنه جريمة صهيونية، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإدخال المساعدات ومحاسبة قادة الاحتلال.

- حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ارتفاع وفيات الأطفال بسبب الجوع، نتيجة منع إسرائيل إدخال المساعدات وإغلاق المعابر، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية وفتح المعابر فورًا.

خبراء أمميون يتّهمون إسرائيل بقتل أطفال في غزة ضمن حملة متعمّدة

تقرير: العالم لم يبذل مزيدًا من الجهود لتجنب هذه الكارثة في غزة

تواصل إسرائيل منع إدخال المساعدات غزة وتغلق المعابر

أكد خبراء حقوقيون أمميون، اليوم الثلاثاء، أن أطفال غزة يموتون من جراء "حملة تجويع إسرائيلية متعمّدة وموجّهة" أسفرت عن وفاة آلاف الصغار في القطاع. وقال عشرة خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة في بيان: "نعلن أن حملة التجويع المتعمّدة والموجّهة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة، وأدّت إلى مجاعة في جميع أنحاء غزة"، وأشاروا إلى أن ثلاثة أطفال ماتوا أخيرًا "بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية".

ولم تعلن الأمم المتحدة رسميًّا حالة مجاعة في قطاع غزة، لكن الخبراء الأمميين، بمن فيهم المقرّر الخاص المعني بالحقّ في الغذاء مايكل فخري، أصرّوا على أنه لا يمكن إنكار حدوث مجاعة.

أطفال غزة في مواجهة تجويع إسرائيلي ممهنج

وقال الخبراء المعيّنون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكن لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة: "توفي 34 فلسطينيًّا من سوء التغذية منذ 7 أكتوبر/ تشرين، معظمهم أطفال"، وذكروا ثلاثة أطفال ماتوا أخيرًا "بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية"، موضحين "فايز عطايا الذي كان لم يكد يبلغ ستة أشهر توفي في 30 مايو/ أيار 2024، وعبد القادر السرحي (13 عامًا) توفي في 1 يونيو/ حزيران 2024 في مستشفى الأقصى في دير البلح". وتوفي الطفل أحمد أبو ريدة (تسعة أعوام) بعد يومين من ذلك "في الخيمة التي تؤوي عائلته النازحة في منطقة المواصي في خانيونس".

وأضاف الخبراء: "مع وفاة هؤلاء الأطفال من الجوع على الرغم من العلاج الطبي في وسط غزة، لا شكّ في أن المجاعة امتدّت من شمال غزة إلى وسطه وجنوبه". وأشاروا إلى أن العالم لم يبذل مزيدًا من الجهود لتجنب هذه الكارثة.

وقال الخبراء: "حين توفي من الجوع طفل يبلغ من العمر شهرين في 24 فبراير/ شباط، ثم الطفل يزن الكفارنة (10 أعوام) في 4 مارس/آذار، تأكّد أن المجاعة ضربت شمال غزة". وأضافوا: "كان يُفترض أن يتدخل العالم أجمع في وقت مبكر لوقف حملة التجويع والإبادة التي تشنها إسرائيل ومنع هذه الوفيات". وتابعوا: "التقاعس (عن التحرّك) هو تواطؤ".

وكالعادة، نددت بعثة دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة في جنيف على الفور ببيان الخبراء الأمميين، وزعمت أن "السيد فخري والعديد ممن يسمّون بالخبراء الذين انضموا إلى بيانه، معتادون على نشر معلومات مضللة".

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة جريمة صهيونية تستكمل حرب الإبادة الجماعية". وقالت في بيان الثلاثاء: "تُوَاصِل حكومة الاحتلال الإرهابية حرب التجويع وفرض حصارٍ مُطبِقٍ على شعبنا في قطاع غزة، وتمنع دخول شاحنات المساعدات الغذائية لليوم الرابع والستين على التوالي، كما تقوم قطعان المستوطنين بعمليات حرقٍ ممنهجة للمساعدات على معبر كرم أبو سالم". وحذرت من أن تواصل حرب التجويع ينذر بكارثة إنسانية وبسقوط المزيد من الأطفال والمدنيين الأبرياء، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرّك الفوري لإرغام الاحتلال على إدخال المساعدات والإغاثة دون عوائق، وإخضاعه للقوانين الدولية، وسوق قادته إلى المحاكم الدولية، ومحاسبتهم على جرائمهم الوحشية بحق المدنيين".

وتعتبر أي منطقة في حالة مجاعة في حال ظهور ثلاثة شواهد:

  • أن تكون 20% من الأسر تعاني نقصاً شديداً في الغذاء أو تعاني الجوع بشكل أساسي.
  • أن يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال سوء تغذية حادًّا أو هزالًا، ما يعني أنهم يعانون نحافة زائدة بالنظر إلى طولهم
  • أن يموت شخصان بالغان أو أربعة أطفال يوميًّا من كل عشرة آلاف شخص بسبب الجوع ومضاعفاته.

وهذه الشواهد معتمدة وفق تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي، الصادر عن "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، وهي مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات وهيئات أخرى حذرت في مارس/آذار من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة.

ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع

من جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة في صفوف الأطفال جراء مواصلة إسرائيل منع إدخال المساعدات والغذاء إلى القطاع وإغلاق المعابر بالكامل منذ 64 يوماً.

وقال المكتب في بيان: "يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر بالكامل منذ 64 يوماً بشكل متواصل، وذلك في إطار تعميق المجاعة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء للشهر العاشر على التوالي".

وأضاف أن إسرائيل "تعمل على تصاعد سياسة التجويع في قطاع غزة وبشكل عميق في محافظتي غزة والشمال، من خلال إغلاق المعابر واستهدافها لمخازن الأغذية ومرافق إنتاجها، في خرق واضح لكل المواثيق الدولية التي تشترط الحق في الغذاء حقًّا أساسيًّا من حقوق الإنسان". وأشار إلى حظر كل القوانين الدولية تجويع المدنيين وسيلةً للحرب أثناء النزاعات الدولية المسلحة وغير الدولية، معتبرًا أن "هذا الحظر يتم انتهاكه من إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث تُعرضهم للجوع من خلال حرمانهم من مصادر الطعام وإمداداته".

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي إسرائيل والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن "استمرار جريمة التجويع ضد الفلسطينيين سواء حرب الإبادة الجماعية أو منع إدخال المساعدات". وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على إسرائيل والإدارة الأميركية لوقف حرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً وعاجلًا. كما طالب المكتب الإعلامي الحكومي بتكثيف الجهود الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة شحًّا شديدًا في إمدادات الغذاء والماء والدواء، ولا سيما في محافظتي غزة وشمال القطاع، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون