تخشى عائلة الأسير المقدسي المحامي محمد عليان (69 سنة) على حياته، بسبب ظروف الاعتقال السيئة التي يرزح تحتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وافتقار العائلة لأية معلومات عن حقيقة وضعه الصحي، خاصة مع إبلاغهم بحرمانه من تناول أدويته.
والأسير محمد عليان هو والد الشهيد بهاء عليان الذي نفذ في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عملية طعن وإطلاق نار مع صديقه الأسير بلال أبو غانم، في حافلة إسرائيلية بمستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي قرية جبل المكبر، وقامت قوات الاحتلال لاحقاً بهدم منزل الشهيد كإجراء عقابي ضمن إجراءات أخرى اتخذت ضد العائلة.
وأبدت عائلة عليان مخاوفها بعد رسالة مسربة من داخل سجن النقب، نشرت خلال الأيام الأخيرة، وحذرت من كارثة موت جماعي للأسرى في السجن الذي يقبع فيه المحامي محمد عليان، بسبب ما يتعرض له الأسرى من سوء معاملة، مع حرمانهم من أدنى حقوقهم الإنسانية الأساسية.
يقول نجله حسام عليان لـ"العربي الجديد"، إن التواصل مع والده صعب للغاية، ويتم فقط من خلال المحامي حسن عبادي، والذي تبرع بزيارته بشكل دوري، مضيفاً: "ليست لدينا أية معلومات عن الوضع الصحي لوالدي، ولا عن ظروف اعتقاله، وما يعانيه مع سائر الاسرى، غير ما ورد في الرسالة التي وردتنا مؤخراً، وفيها الكثير من التفاصيل المخيفة".
واتهم نجل الأسير عليان هيئات ومؤسسات الدفاع عن الأسرى بعدم الاكتراث بقضية والده ومن معه من الأسرى، مطالباً بالتحرك العاجل حتى يسمع العالم صوتهم، ويطلع على حقيقة معاناتهم.
ويقول المحامي حسن عبادي لـ"العربي الجديد"، إنه أخذ على عاتقه، ومن دون تكليف رسمي من أحد، متابعة الأسير محمد عليان، وقام بزيارتين إلى سجن النقب، حيث يقبع والد الشهيد بهاء عليان، موضحاً: "زيارتي للمحامي عليان كان الهدف منها أنسنة قضيته، وقضية جميع الأسرى، والعمل على إيصال صرختهم، في حين لا يظهر للأسف أي دور للهيئات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، وما فهمته خلال الزيارة الأخيرة خطير، فقد قال لي عبارة أقتبسها على لسانه، مفادها أن الأسرى في طريقهم إلى الموت الجماعي".
ونقل المحامي عبادي عن الأسير عليان، أنهم يعانون من التجويع، ومن البرد القارس، فضلاً عن الإهمال الطبي، والازدحام الشديدة داخل غرف السجن، حيث يزج في كل غرفة عدد من الأسرى يتراوح بين 10 و15 فرداً، بينما الغرف مخصصة لتضم 6 أسرى على أكثر تقدير".
ويلفت عبادي إلى أن الأسرى محرومون من كل شيء تقريباً، ومن بين الممنوعات إدخال الملابس لهم، ويقول: "منعوني من إدخال بيجامة شتوية لوالد الشهيد بهاء، رغم حاجته إلى الملابس، وحتى إلى الغيارات الداخلية، في حين بدأت الأمراض الجلدية والجَرَب تتفشّى داخل السجن، وقد منعت إدارة سجن النقب عن والد الشهيد أدويته، إذ كان يتناول يومياً 11 نوعاً من الدواء قبل سجنه، بينما يسمح له حالياً بتناول المسكّنات فقط".
يذكر أن المحامي محمد عليان اعتقل ضمن حملات الاعتقال الواسعة التي أعقبت السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووجهت إليه تهمة التحريض عبر موقع "فيسبوك" اعتماداً على منشورين له على حسابه الشخصي، علماً أن السبب الحقيقي لاعتقاله هو نشاطه مع أهالي الشهداء والأسرى، ومشاركته الدائمة في الفعاليات، والهدف الأساسي هو إبعاده عن الشارع.
وقررت محكمة إسرائيلية تمديد اعتقال عليان إلى حين انتهاء الإجراءات القضائية بحقه، ورفضت المحكمة إطلاق سراحه إلا بعد التئام جلستها المقبلة المقررة في 24 مارس/ آذار القادم، وتخشى عائلته أن يتم تجديد اعتقاله في تلك الجلسة.
ويؤكد المحامي الفلسطيني حسن عبادي أنه منذ تولي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير وزارة الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، زاد تدهور أوضاع الأسرى في جميع سجون الاحتلال، وتزايدت الممنوعات، وتفاقم الإهمال الطبي، وأصبحت الأمور أكثر سوءا بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.