أصيب 17 مدنياً من عائلتين، بينهم 13 طفلاً وامرأتان، بحادثي سير منفصلين في ريف إدلب شمال غربيّ سورية، بحسب الدفاع المدني السوري.
وعلى الطريق الواصل بين مدينتي إدلب وسرمدا قرب بلدة حزانو، خرجت سيّارتان عن مسارهما، واستجاب متطوعو الفريق للحادثين، وأسعفوا المصابين وقدّموا المساعدة. وذكّر الدفاع المدني السائقين بضرورة الحذر في أثناء القيادة وتخفيف السرعة والتأكد من الحالة الفنيّة للمركبات والدراجات، وترك مسافة أمان والابتعاد عن السلوكيّات الخاطئة في أثناء القيادة، وفي مقدمتها استخدام الهاتف المحمول.
ويعتمد سكّان المنطقة على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب وسرمدا الذي يؤدي إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وطريق إدلب سلقين وغيرها. ويؤكد أحمد الإمام، المقيم في مدينة الدانا لـ"العربي الجديد" أن الوضع على الطرقات لا يحتمل، مع وجود فتيان بعمر 14 عاماً يقودون السيارات والدراجات النارية بسرعات عالية، لافتاً إلى أن "دوريات للشرطة تتعامل مع الأمر، لكنها قليلة وغير كافية"، مطالباً بأن تكون مخالفات السير قاسية. ويلفت إلى أن الفتية في مقدمة المسببين لهذه الحوادث بسبب السرعة والطيش.
وأكد أن فرقه استجابت في النصف الأول من العام الماضي لأكثر من 548 حادث سير في منطقة شمال غرب سورية. وسببت هذه الحوادث وفاة أكثر من 20 مدنياً، منهم نساء وأطفال. كذلك أُصيب من جراء هذه الحوادث نحو 545 مدنياً أسعفوا إلى المستشفيات والنقاط الطبيّة من قبل متطوعي الفريق.
ويتحدث محمد الدرويش الذي يقيم في مدينة سرمدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع عدد حوادث السير أخيراً. ويبيّن أن الاكتظاظ السكاني سبب رئيسي، قائلاً: "بحكم تنقلي في المنطقة باستخدام السيارة، أصادف الكثير من الفتيان الذين يحاولون قيادة الدراجة النارية على العجلة الخلفية. وفي بعض الأحيان يسببون حادث سير أو يسقطون عن الدراجة ويصابون بإصابات خطرة، والبعض منهم أيضاً يقود السيارة بسرعات عالية وبطريقة طائشة غير مسؤولة".
ويتابع الدرويش: "الغالبية العظمى ممن يقودون السيارات في المنطقة ليس لديهم شهادات قيادة ولا يراعون خطوات السلامة المرورية، بالإضافة إلى حالة الطرقات السيئة للغاية. معظم الطرقات بلا خطوط دالّة بيضاء، ولا توجد فواصل تحمي السيارات من التصادم. لكن المشكلة الأساسية تكمن في السرعة الزائدة وقيادة الفتية للسيارات".
وأصيب ثمانية مدنيين بحوادث سير خلال اليومين الماضيين. وأكّد الدفاع المدني في تقارير سابقة أن "السرعة الزائدة، والسيرة باتجاهات معاكسة، وعدم التقيد بالأولويات المرورية، وإيقاف المركبة بشكل مفاجئ، ورداءة الطرقات، وعدم التقيد بإجراءات السلامة وقوانين المرور، وعدم التأكد من سلامة عمل المكابح والمصابيح خلال القيادة ليلاً، والكثافة السكانية في المنطقة بسبب التهجير القسري الذي تعرض له المدنيون من قبل قوات النظام وروسيا وغيرها" كلها أسباب تؤدي إلى ارتفاع أعداد الحوادث في المنطقة.