حوادث السير تثير القلق في تونس: مقتل 860 شخصاً منذ بداية العام

27 سبتمبر 2023
تحصد حوادث الطرق في تونس المزيد من الأرواح (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تشغل الحوادث المرورية القاتلة السلطات التونسية، بعد تزايد عدد الضحايا بنسبة 16.3 بالمائة، بما يعادل 860 شخصاً منذ بداية العام الجاري وحتى 24 سبتمبر/ أيلول.

وكشفت البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للسلامة المرورية أن عدد قتلى حوادث الطرقات ارتفع بمعدل 121 شخصاً مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022 التي لم يتعد فيها عدد ضحايا حوادث الطرقات 739 قتيلاً.

وأبرزت البيانات ذاتها أن عدد حوادث الطرقات تراجع هذا العام بنسبة تزيد عن 5 بالمائة، غير أن كلفتها البشرية كانت عالية من حيث تطور عدد القتلى والجرحى.

وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، في اجتماع مجلس الأمن القومي، الاثنين، إن بلاده تتصدر مراتب متقدمة في نسب حوادث المرور بسبب ثقافة مجتمعية سائدة لدى مستعملي الطريق تتسم بعد احترام الفضاء العام.

وتبرز بينات المرصد الوطني للسلامة المرورية أن السرعة المفرطة على الطرقات تتصدر المركز الأول في أسباب الحوادث القاتلة بنسبة تزيد عن 30 بالمائة، بينما يحتل السهو المرتبة الثانية بنسبة 25 بالمائة.


ويقول المتحدث الرسمي باسم المرصد مراد الجويني إن "حوادث الطرقات القاتلة في تونس أصبحت مقلقة جداً، نظراً لارتفاع كلفتها البشرية والمادية"، مؤكداً وضع خطة للنزول بهذه النسبة إلى حدود 20 بالمائة مع نهاية السنة الحالية.

وأكد الجويني لـ"العربي الجديد" أن "السلطات أطلقت خلال أشهر الصيف حملات واسعة النطاق لعطلة آمنة، حيث جرى تشديد مراقبة مخالفات السرعة التي تعد السبب الأول للموت على الطرقات"، موضحاً أن "الحملات الأمنية على الطرقات تستهدف كل مستعملي الفضاء العام من عربات ودراجات نارية ومترجلين من أجل إرساء ثقافة جديدة في التعامل مع الطريق".

وأفاد المتحدث ذاته بأن "حوادث المرور القاتلة تخلّف مآسي أسرية موجعة"، مؤكداً أن "الإفراط في السرعة والسهو والسياقة في حالة إرهاق تظل من أبرز أسباب الحوادث القاتلة في تونس".


وتعتبر تونس من بين أكثر الدول التي تسجل حوادث على الطرقات سنوياً، وتحتل مراتب متقدمة من حيث عدد حوادث المرور، حيث يسجل معدل أربع حالات وفاة يومياً بسبب حوادث السير، وحوالى 7000 حادث سنوياً، وأكثر من 1200 حالة وفاة في السنة، وأكثر من 8000 جريح، نصفهم من فئة الشباب.

وينتظر أن يسفر تعاون بين وزارتي النقل والداخلية عن رفع القيمة المالية للمخالفات المرورية وتكثيف الرصد عبر أجهزة الرادارات، وربط نظام المخالفات بتطبيقات يتم تنزيلها على هواتف أصحاب السيارات.

ويقدّر أسطول العربات في تونس بـ1.7 مليون مركبة، بينما تبلغ الكلفة الاقتصادية لحوادث المرور حوالى مليوني دينار يومياً، بحسب أرقام أصدرتها جمعية تونس للسلامة المروري عام 2022.