استمع إلى الملخص
- الإصابات المكتشفة ارتفعت بنسبة 75% في يوم واحد لتصل إلى 153، مع تقديرات تشير إلى نحو 300 حالة. حوالي 80% من المصابين لا يظهرون أعراضاً، بينما يعاني البقية من أعراض متفاوتة الخطورة.
- الفيروس ينتقل من الطيور إلى الإنسان عبر البعوض، ولا ينتقل بين البشر. اكتُشف بعوض مصاب في تل أبيب وإيلات، وبدأت المستشفيات تجربة عقار "إنترفيرون".
أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأنّ 11 شخصاً قضوا في أقلّ من أسبوعَين، من جرّاء إصابتهم بعدوى حمى غرب النيل التي تنتقل من خلال لدغات البعوض، فيما يرقد آخرون في حالة حرجة بالمستشفيات. وكانت الوفيات قد بدأت تُسجَّل بين المسنّين، علماً أنّ أصغر الأشخاص المصابين الذين قضوا بالعدوى هم في السبعينيات من عمرهم. يُذكر أنّ فترة حضانة فيروس حمى غرب النيل الذي ينقله البعوض إلى الإنسان تتراوح ما بين ثلاثة أيام و14 يوماً في العادة، وأنّ الشكل الأخطر من العدوى يتسبّب في مرض عصبي وخيم وفي وفاة المصابين.
وقد ارتفعت الإصابات بالفيروس المكتشفة في يوم واحد بنسبة 75% تقريباً لتصل إلى 153 إصابة حتى مساء أمس الأربعاء، بعدما كانت قد بلغت 87 إصابة أوّل من أمس الثلاثاء. وتشير تقديرات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى نحو 300 حالة بالمجمل، في حال احتساب الإصابات غير المشخّصة بعد، وتلك التي لا تظهر عليها أيّ أعراض.
وتوضح "الصحة الإسرائيلية" أنّ نحو 80% من المصابين بعدوى حمى غرب النيل لا يطوّرون أيّ أعراض، في العادة، فيما تظهر على النسبة المتبقية من المصابين أعراض متفاوتة الخطورة. تجدر الإشارة إلى أنّ أعراض هذا المرض تشمل ارتفاع حرارة الجسم والصداع والإنهاك وآلام الجسم والغثيان والتقيؤ والطفح الجلدي وتورّم العقد اللمفاوية، بحسب ما تفيد منظمة الصحة العالمية. وفي حين يأتي التعافي سريعاً من حمى غرب النيل وكلياً، فإنّ الشعور بالإنهاك قد يستمرّ أحياناً لأسابيع أو أكثر.
أمّا في ما يخصّ عدوى حمى غرب النيل الوخيمة، فإنّها تطاول الجهاز العصبي المركزي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ شخصاً واحداً من أصل 150 ممّن يحملون فيروس غرب النيل يُصاب بها، وبالتالي تُشخَّص لدى أقلّ من 1% من المصابين. ومن أعراض المرض الوخيم الحمى الشديدة والصداع وتصلّب العنق والذهول والتيه والرعاش والاختلاج والوهن العضلي والشلل والغيبوبة. ومن الممكن أنّ يصيب المرض الوخيم أشخاصاً من فئات عمرية مختلفة، علماً أنّ الذين يتخطّون 50 عاماً، والذين يعانون من نقص في المناعة (المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء على سبيل المثال) معرّضون أكثر للمرض الوخيمة عندما يلتقطون الفيروس.
وتشرح منظمة الصحة العالمية أنّنا نجد فيروس حمى غرب النيل لدى الطيور خصوصاً، وينقله البعوض الذي يتغذّى على الطيور المصابة إلى الإنسان. لكنّ الأخير لا ينقله إلى غيره من البشر ولا إلى البعوض. وينتشر فيروس حمى غرب النيل في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وغرب آسيا، وتستمرّ دورته في الطبيعة من خلال الانتقال بين الطيور والبعوض. ومثلما يطاول البشر، يمكنه أن يطاول الخيول وغيرها من الثدييات.
وفي إطار الرصد الذي تجريه وزارة حماية البيئة ووزارة الصحة الإسرائيليتان، اكتُشف في الساعات الأخيرة بعوض مصاب بفيروس حمى غرب النيل في أماكن عدّة بمنطقة تل أبيب الكبرى وفي إيلات ومنطقتها بالجنوب. وأصدرت وزارة حماية البيئة تعليماتها للسلطات المحلية، خصوصاً تلك التي وُجد في مناطقها بعوض مصاب، لتوسيع أعمال رصد هذا البعوض والقضاء عليه. وتزامن ذلك مع إطلاقها حملة تناشد فيها السكان والسلطات المحلية الحرص على تجفيف المياه الراكدة وتجمّعات المياه التي تجذب البعوض، وحتى الأوعية والإطارات القديمة التي قد تتجمّع المياه في داخلها، وكذلك البراميل والدلاء وغيرها.
ويرقد المرضى المصابون بفيروس حمى غرب النيل في مستشفيات شيبا وإخيلوف وبيلنسون ومئير، علماً أنّها كلها تقع في منطقة الوسط. وتبيّن الجهات المعنية أنّ عدداً من المصابين موصول بأجهزة تنفّس اصطناعي بعد تسلّل الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، وهو ما أدّى في بعض الحالات إلى تلف في الدماغ. وقد بدأت المستشفيات الإسرائيلية بتجربة على عقار "إنترفيرون"، في محاولة للتغلّب على فيروس حمى غرب النيل. يُذكر أنها كانت قد اكتسبت خبرة في تجربته خلال أزمة كورونا الوبائية، إذ إنّ هذا العقار هو بروتين يصنّع في جسم الإنسان لمحاربة الفيروسات التي تهاجمه.