لم تكن الفتاة الهندية بريانكا بيروا (15 سنة)، تدرك أن مستقبلها العلمي والمهني سيتوقف بسبب العادات القديمة لقريتها الواقعة في محافظة "راجستان"، والتي تجبرها على الزواج في سن مبكرة.
خاضت بيروا معركة ضد قرار والدها الذي سعى إلى تزويجها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وروت لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، كيف نجحت في منع الزواج من خلال تهديد عائلتها بالانتحار، أو الهرب في حال تزويجها، وخشية الفضيحة، قامت العائلة بإلغاء الزواج، وسمحت بها باستكمال الدراسة، والالتحاق بإحدى الكليات.
قصة بريانكا بيروا دفعتها إلى السعي لتأسيس جمعية نسائية لمنع زواج القاصرات، والمطالبة بإلزامية ومجانية التعليم الابتدائي، على اعتبار أن تكاليف التعليم قد تكون سببا يدفع أهالي الفتيات إلى إجبارهن على الزواج.
بدأت بريانكا تنظيم حملات في العديد من قرى راجستان، مع صديقات لها، للمطالبة بالتعليم المجاني، والمنح الدراسية للتعليم العالي، ووقف زواج الأطفال، وعمالة الأطفال، والتمييز الطبقي. تقول: "أطلقت الحملة لأنني كنت أعرف أن آلاف الفتيات يواجهن نفس المشكلة التي واجهتها شخصيا، إذ يتم إخراجهن من المدرسة، وإجبارهن على الزواج المبكر. يفترض أن يكون التعليم مجانياً حتى الصف الثامن، أي سن الرابعة عشرة، ومن الضروري تقديم منح دراسية حتى تتمكن الفتيات من استكمال دراستهن، وتخفيف الأعباء عن العائلات".
بمساعدة النشطاء المحليين، عقدت بيروا، اجتماعات في الكثير من القرى، ونجحت في استقطاب مئات الفتيات لتعريفهن بحقوقهن، وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، ارتفع عدد المنتسبين إلى حملة "منع زواج القاصرات" إلى أكثر من 1200 ناشط وناشطة.
بدأت الحملة من خلال وقفات احتجاجية في الشارع، وتشجيع الفتيات على رفع أصواتهن، ونظمت مظاهرات أمام المقار الحكومية، وحملت لافتات لإعلان مطالبها، كما أرسلت رسائل إلكترونية إلى رئيس وزراء راجستان، لحثه على إصدار تشريعات تمنع زواج القاصرات.
نجحت الحملة من خلال ممارسة احتجاجات أمام منزل الفتاة سايرا بانو (16 سنة)، في تخليصها من إجبار عائلتها لها على الزواج، بعدما نظمت احتجاجا أمام منزل العائلة لعدة أيام. وقالت ناجية سليم (19 سنة)، وهي إحدى قياديات الحملة، إن زواج أختها مبكراً دفعها إلى الانضمام لحملة بيروا. "نطالب بحقوق أساسية، ونحن على ثقة أننا سننجح".
وأدت جائحة كورونا إلى زواج ملايين الفتيات في الهند، في ظل إغلاق المدارس، فضلا عن انخفاض تكاليف الزواج التي شكلت عاملاً إضافياً لانتشار تزويج القاصرات.
وكشفت خدمة تابعة لوزارة تنمية المرأة والطفل الهندية عن زيادة حالات الزواج بنسبة 17 في المائة خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/ تموز 2020، بعدما تم تخفيف قيود الإغلاق، وفي مقاطعة راجستان، يتم تزويج واحدة من كل ثلاث نساء قبل أن يبلغن 18 سنة، حسب البيانات الحكومية.