داء اللشمانيا يغزو مخيمات شمال غرب سورية

12 مايو 2023
انتشار المرض بين أطفال مخيم للاجئين في إدلب (Getty)
+ الخط -

ينتشر مرض اللشمانيا في عدد من مخيمات ومناطق شمال غرب سورية، وسببه الرئيسي ذبابة الرمل الناقلة للداء التي تتوفر بيئة مناسبة لها للتكاثر والانتشار في هذه المناطق، وسط غياب البنى التحتية الخاصة بالصرف الصحي، وتشكّل برك المياه الآسنة التي لا توجد لها أماكن مخصصة للتكرير أو التصريف.

مخيم أهل التّح، في ريف إدلب الشمالي، واحد من المخيمات التي سجّلت فيها إصابات بمرض اللشمانيا وأمراض جلدية، منها مرض القوباء (الجرب)، والأسباب كثيرة، كما يوضّح مدير المخيم عبد السلام اليوسف لـ"العربي الجديد"، ومنها عدم وجود شبكة للصرف الصحي في المخيم، بالإضافة إلى برك المياه التي تتشكل من المياه المستخدمة من قبل نازحي المخيم في النّظافة. ويلفت إلى أن هذه المشاكل قد تزيد من معدل الإصابات بالمرض الذي يحتاج مصابوه لفترة علاج طويلة ولقاحات.

ومعظم المخيمات والبلدات التي ينتشر فيها داء اللشمانيا في المنطقة يكون فيها الصرف الصحي مكشوفاً، وسكّانها يعتمدون على الحفر لتصريف المياه، أو يجري تصريفها بشكل عشوائي، وهذا يعد عاملاً مساعداً في انتشار ذبابة الرمل، الناقل الرئيسي للمرض، وأيضاً يساهم في تفشي أمراض جلدية أخرى.

ومن أسباب تفشي اللشمانيا وغيرها من الأمراض الجلدية في المخيمات، وفق الدكتور أحمد دعدوش، أخصائي الأمراض الجلدية، الازدحام السكّاني، وسوء الأحوال العامة، من حيث طبيعة السكّان، وانتشار القمامة، والصرف الصحي السيء، وقلة النظافة، لافتاً إلى أن "نشر الوعي الصحي، وتوفير المياه النظيفة والمنظفات، وترحيل القمامة بشكل مستمر، ورش المبيدات الحشرية، وتأمين ظروف صحية مناسبة للحياة، يقلل من انتشار هذه الأمراض ويقطع سلسلة العدوى".

بدوره، يوضح أحمد المصطفى، وهو من سكان منطقة أعزاز بريف حلب الشمالي، أن علاج اللشمانيا يتطلب نحو 8 أشهر. وقال خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إن ثلاثة من أفراد عائلته أصيبوا. وأضاف "يمكن أن تخفف حملات الرش من انتشار اللشمانيا المعروف لدينا باسم "حبة حلب"، الإصابة مضنية وبحاجة لوقت طويل للعلاج، خاصة إذا كانت في الوجه واليدين".

وأمس الخميس، أعلن الدفاع المدني السوري عن مشاركته في حملة مكافحة داء اللشمانيا، أطلقت بداية شهر إبريل/ نيسان، وتغطي أربع مناطق شمال غرب سورية، للوقاية من الحشرة الناقلة للمرض، وعدد المستفيدين منها 362 ألف شخص، موزعين على 201 ألف مستفيد من برنامج الرش، و116 ألف مستفيد من ظروف وقائية طاردة للحشرات، بالإضافة إلى 45,000 مستفيد من توزيع الناموسيات.

والدفاع المدني بدأ الحملة بالشراكة مع منظمة "MENTOR Initiative"، وتشمل إجراءات وقائية وتوعية ضد الداء الذي ينتشر في سورية، وخاصة في مناطق البنية التحتية الهشة والضعيفة بخدمات الصرف الصحي.

والحملة، وفق تقرير المنظمة، تستمر لمدة ستة أشهر، وتتضمن أنشطة وقائية رئيسية، وهي "عمليات رش المبيدات الحشرية، وتوزيع حزمة وقائية تتضمن مبيدات طاردة للحشرات على سكان المخيمات، إضافة إلى توزيع ناموسيات من نوع خاص بفتحات ضيقة لا تسمح بدخول البعوض".

أما المناطق المستهدفة فهي 4 في منطقة عفرين، وهي راجو، وبلبل، وشيخ الحديد، وشران، شمالي حلب، إضافة إلى ناحية دارة عزة في منطقة جبل سمعان بريف حلب الغربي، كما ورد في التقرير. 

وبحسب المصدر نفسه، تشمل الحملة توزيع الحزم الوقائية التي تحوي مبيدات حشرية طاردة للحشرات، والناموسيات الخاصة، على المخيمات، بمناطق حارم وجسر الشغور وعفرين، حيث يقدر عدد المستفيدين منها بأكثر من 116 ألف مستفيد، بينما سيتجاوز عدد المستفيدين من الناموسيات الخاصة 45 ألف مستفيد.

وخطة منظمة "MENTOR Initiative" في 2023، وفق التقرير، هي تأمين حماية وخدمات وقائية لمليون و800 ألف مستفيد في شمال غرب سورية، وأعطى التعاون في القدرات والخبرات بين الدفاع المدني السوري والمنظمة إمكانية الوصول لعدد أكبر من المستفيدين في حملات الرش من الخطة الأصلية للوصول لما يقارب مليوني مستفيد في حملات الرش، بالإضافة لـ161 ألف مستفيد من الناموسيات المعالجة بالمبيد الحشري.

المساهمون