حملة ضد الباعة العشوائيين في أسواق الجزائر خلال رمضان
أطلقت السلطات الجزائرية، حملة جديدة لإنهاء ظاهرة الباعة العشوائيين الجائلين في الشوارع والساحات وعلى جنبات الأسواق والفضاءات العامة، والتي تزداد بشكل لافت خاصة مع حلول شهر رمضان.
وشنّت فرقة من الشرطة في العاصمة الجزائرية، منذ اليوم الأول من رمضان، حملة تطهير ضد الباعة العشوائيين في الأسواق والمساحات العمومية، لمنعهم من تركيز طاولات ونصب خيام صغيرة لبيع السلع وبعض الأغراض.
وأعلنت مدرية شرطة العاصمة الجزائرية، أمس الأحد، أنّها سيّرت "أفواجا ميدانية من شرطة العمران وحماية البيئة مُدعّمة بتشكيلات أخرى، تعمل على تطهير محيط الأسواق والمساحات العمومية من الباعة العشوائيين، وكذا لردع المخلفات المتعلّقة بالصحة والبيئة".
وتشهد الأسواق الجزائرية، خاصة في شهر رمضان، انتشاراً لافتاً لعدد كبير من الباعة الجائلين وأصحاب الطاولات غير النظامية في الشوارع وقرب الأسواق الرسمية، كما يتركز نشاط بعضهم قرب المساجد، لبيع الفواكه والخضراوات وبعض المشروبات والحلويات التقليدية التي يكثر الإقبال عليها في رمضان، إضافة إلى باعة الخبز المنزلي المعروف في الجزائر باسم" الطابونة"، أو "خبز الدار" الذي يُصنع في البيوت.
ويشتكي التجار الرسميون من وجود عدد كبير من الباعة الفوضويين في الشوارع وقرب محلاتهم، ما يصعب عليهم تصريف بضاعتهم، على الرغم من التكاليف التي يتحملونها في ما يتعلق بالإيجار ودفع الضرائب، على خلاف الباعة الجائلين الذين لا يدفعون أي ضرائب وليست لديهم أي التزامات.
وقال سامي محمدي الذي يعمل على طاولة خضر داخل سوق نظامي في منطقة شرشال بولاية تيبازة قرب العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ ظاهرة الباعة العشوائيين باتت مقلقة بالنسبة للتجار النظاميين، والسلطات نفسها لم تتمكن من إيحاد حل لها منذ سنوات"، مضيفا "أتفهم الظروف التي تدفع أي شخص لنصب طاولة بشكل عشوائي وبيع أشياء مختلفة، لكن هذا يسبب مشكلة حقيقية ومنافسة غير متوازنة، في ما يخص الضرائب والتزامات تأجير المكان وغيرها".
وقبل سنتين، كانت السلطات الحكومية قد عرضت على الباعة الجائلين استخراج سجلاّت تجارية تسمح لهم بممارسة عملهم بشكل منتظم يضمن انخراطهم في الدورة الرسمية للاقتصاد المنظم، خاصة بعد تسهيل السلطات ملف وآلية استخراج السجلات، لكن العملية لم تلق إقبالا من قبل الباعة الموسميين والتجار المتجولين، الذين يتخوفون أن يكون ذلك مدخلا لمطالبتهم بدفع ضرائب في المستقبل.
وإضافة إلى الأسواق، عزّزت مصالح الأمن والشرطة وجود التشكيلات الأمنية في مختلف الأماكن خلال شهر رمضان المبارك، بدءا بالأسواق والمساجد والأماكن التي تعرف إقبالا واسعا، وفي الساحات العمومية وأماكن التسلية والترفيه التي تقصدها العائلات بعد الإفطار، وكذا محطّات نقل المسافرين، بهدف ضمان التغطية الأمنية لصالح المواطنين والعائلات، ومنع عمليات السرقة، فضلا عن تأمين التظاهرات الثقافية والفنية والرياضية التي ستقام بمناسبة رمضان.