حملة شبابية لبنانية لإغاثة منكوبي سورية

حملة شبابية لبنانية لإغاثة منكوبي سورية

20 فبراير 2023
جمعت الحملة الكثير من التبرعات العينية (من الحملة)
+ الخط -

طالب الشاب اللبناني المقيم في مدينة صيدا (جنوب)، بلال البزري بإغاثة السوريين المنكوبين بعد الزلزالين المتتاليين اللذين ضربا جنوبي تركيا وشمالي سورية في السادس من فبراير/شباط، خصوصاً أنهم الأكثر تضرراً في ظل نقص المساعدات.
ولاقت دعوته عبر "فيسبوك"، تجاوباً كبيراً من أهالي صيدا وصور، وبلدة الناعمة في محافظة جبل لبنان، ثم امتدت إلى غيرها من المناطق، قبل أن تتحول إلى مبادرة استطاعت تأمين 90 طناً من مواد غذائية ومستلزمات إغاثية وأغطية وفرش.
يقول البزري: "بعد وقوع الزلزال، ومشاهدتنا لحجم الدمار الكبير، وجدنا أن المنكوبين في سورية بحاجة إلى مساعدة، وخصوصاً أنه خلال الأيام الأولى كان من الصعب دخول المساعدات بسبب قانون قيصر" والذي ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية والدول التي تدعمها مثل إيران وروسيا لمدة 10 سنوات في مجالات الطاقة والهندسة والأعمال والنقل الجوي.
يضيف: "رأينا أن غالبية الدول لم تقدم مساعدات للسوريين، فقررنا إطلاق حملة إغاثية. لم أكن أتوقع حجم المساعدات التي وصلتنا من مختلف المناطق اللبنانية. أخبرنا بعض الأشخاص الذين قدموا مساعدات أنهم مستعدون لفتح بيوتهم لحفظ المواد العينية، وأحد الأشخاص تبرع بمبلغ 20 ألف دولار، فطلبنا منه شراء ملابس لأن مبادرتنا تشمل المساعدات الإغاثية، وليس جمع المال". 
يتابع البزري: "وصلتنا ملابس جديدة وأخرى مستعملة بحالة جيدة، وبعض أساسيات المطبخ، ومواد غذائية، وحليب، وحفاضات للرضع، وفوط صحية للنساء. شهدنا حالة من التكاتف الكبير من الناس"، ويؤكد أن ما دفعه مع أصدقائه للتطوع "هو الواجب الإنساني، فسورية ما زالت ترزح تحت الحرب، عدا عن تداعيات قانون قيصر. في هذا الإطار، يقتضي الواجب مساعدة المنكوبين".
ويقول الشاب اللبناني: "حين بدأت تصلنا المساعدات، وضعتها في مستودع يملكه والدي، وعملت مع أصدقاء ومتطوعين على فرز المواد، إلا أننا لم نتمكن من تحضير سلال غذائية، فتواصلنا مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في لبنان ليتولى التنسيق مع الفرع السوري. أردنا التوجه إلى سورية فأرسل الاتحاد شخصين من لبنان لمرافقتنا إلى مدينة اللاذقية".

الصورة
قام نشطاء الحملة بفرز التبرعات العينية (من الحملة)
قام نشطاء الحملة بفرز التبرعات (من الحملة)

وعن رحلة القافلة، يقول إن الوصول إلى سورية كان صعباً: "انطلقت القافلة من مدينة صيدا في العاشر من الشهر الجاري عند الساعة الثالثة عصراً، وضمت ثلاث شاحنات تحتوي على مساعدات إلى المتضررين. وبعد الوصول إلى بلدة حمانا (محافظة جبل لبنان)، كان سير الشاحنات صعباً بسبب تراكم الثلوج وعدم تجهيزها بالسلاسل المعدنية. وصلنا إلى الحدود السورية عند الساعة الثامنة ليلاً. وفي ظل زحمة السير، عملنا على تجهيزها وسيارتنا بالسلاسل المعدنية. إلا أن تراكم الثلوج جعل تقدم الشاحنات بطيئاً، لنضطر إلى إرجاء تسييرها حتى اليوم التالي. أما نحن، فتوجهنا إلى العاصمة دمشق ووصلنا حوالي الساعة الثالثة صباحاً. 

في اليوم التالي، تمكن الناشط إسماعيل حفوضة وزميل له من إدخال الشاحنات إلى دمشق بأمان، حيث التقينا بأشخاص من اتحاد الطلبة. بعدها توجهنا إلى اللاذقية وكان الطريق سهلاً ومرورنا مؤمناً. وصلنا عند الساعة الثامنة مساء. وكان في استقبالنا 300 شاب من اتحاد الطلبة عملوا على تفريغ الحمولة. وانتهينا من العمل عند الثانية صباحاً. وتولى الشباب عملية فرز المساعدات، بالإضافة إلى جمعيات معنية، قبل تسليمها إلى المنكوبين في مناطق الزلزال". 
ويطالب البزري باستمرار إرسال المساعدات، ويقول: "الكارثة ستمتد لأشهر. لم يعد لدى كثيرين مأوى. ويحتاج الناس إلى مساعدات غذائية عدا عن احتياجات الأطفال ولا سيما الرضّع. وسيستغرق رفع الأنقاض وإعادة ترميم وإعمار البيوت وقتاً طويلاً".