بدأت فرق "جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية"، أمس الأحد، بتوزيع محتويات قافلة "دفء القلوب الرحيمة" التي وصلت يوم السبت إلى مناطق ريف محافظة إدلب شمال غربي سورية، ودخلت القافلة من معبر باب الهوى الحدودي قادمة من إقليم هاتاي جنوب تركيا، محملة بمواد تدفئة وأغطية ومساعدات إنسانية تتعلق بفصل الشتاء لتوزيعها على 23 مخيما، في محاولة لتغطية جزء من احتياجات النازحين في المنطقة.
وتكتظ منطقة شمال وشمال غربي سورية بمخيمات النازحين الذين يقدر عددهم بنحو 1.8 مليون، وفق الإحصائيات الأخيرة لفريق "منسقو استجابة سورية" وهو فريق محلي مختص بمراقبة وتقييم الوضع الإنساني، ويعجز غالب هؤلاء النازحين عن توفير مواد التدفئة في الوقت الحالي بسبب ضغوطات المعيشية وغياب فرص العمل.
والقافلة هي الثانية من نوعها هذا العام، فسبق أن دخلت قافلة مماثلة باسم "حملة دفء القلوب الرحيمة" إلى المنطقة في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني محملة بوقود التدفئة والمساعدات الطبية، حيث تخضع المنطقة الواقعة شمال محافظة الرقة لسيطرة فصائل الجيش الوطني.
المسؤول الإعلامي في "جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية" محمد كرنيبو، قال لـ"العربي الجديد" إن هذه القافلة هي ضمن حملة دفء القلوب الرحيمة التي تنطلق سنويا، بالشراكة ما بين الجمعية و"جمعية القلوب الرحيمة" لفلسطينيي 48، وهي القافلة الثانية هذا العام بعد القافلة التي عبرت ولاية أورفا جنوب تركيا إلى منطقة تل أبيض بريف الرقة شمال سورية.
وأوضح كرنيبو أن "عمليات التوزيع بدأت يوم أمس الأحد عبر مكاتب الجمعية في مناطق شمال غربي سورية، وهي مؤلفة من 22 شاحنة، دخلت من معبر باب الهوى الحدودي وتستهدف مخيمات الشمال السوري في ريفي إدلب وحلب، وجاء نتيجة حاجة الأهالي الكبيرة للمساعدات، وتحتوي على ملابس ومدافئ ومواد غذائية ومواد تدفئة وبطانيات وطحين وعوازل مطرية".
وأكد كرنيبو على تقييم احتياجات سبق انطلاق القافلة وسيتم تزويد المخيمات بما يلزمها، ويبلغ عدد المخميات المستفيدة من القافلة 23 مخيما.
ويترقب نازحون في عدة مخيمات شمال غربي سورية، أن يكون لهم نصيب من هذه القافلة بسبب العجز عن توفير متطلبات الشتاء، خاصة مع تراجع الدخل اليومي للعمال، وندرة فرص العمل، وبهذا الخصوص بيّن عامر الشيخ مدير "مخيم المقبرة" قرب بلدة حزانو في ريف إدلب الشمالي لـ"العربي الجديد" أن وضع الأهالي في المخيمات سيئ جدا من ناحية الخيام والأرضيات والعزل والشتاء. مشيرا إلى أن كل سنة تتكرر ذات المأساة فضلا عن ارتفاع إيجار الأرض، وهو 250 دولارا للدونم الواحد. قائلا "حتى الوقت الحالي لم نستلم أي شيء، هنا يومية العامل 30 ليرة تركية (1.61 دولار)، وهو مجبر على العمل من السادسة صباحا حتى السادسة مساء، وغالب من يجد فرصة عمل تكون في الزيتون والعمل في الأراضي الزراعية، نطالب بأن يكون لنا جزء من هذه المساعدات كون الناس هنا في المخيم يحرقون ملابسهم وأكياس البلاستيك للتدفئة".
وكان "فريق منسقو الاستجابة "قدر عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية شمال سورية بنحو 3.7 ملايين نسمة"، مؤكدا أن 85 بالمائة منهم يقيمون في المخيمات، حيث تشهد مناطق شمال غربي سورية زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية.