تحتفي العائلات الجزائرية في عيد الفطر بتحضير الحلويات وصناعتها في البيوت لاستقبال فرحة الإفطار بعد صيام شهر رمضان، كما لا تزال الحلويات التقليدية تنافس الحلويات المعاصرة.
ولا تزال الطّقوس والعادات الجزائرية خلال عيد الفطر تُقاوم العصرنة والظروف، إذ يُعتبر الاحتفال بالعيد والتّغافر والصلة مع الأقارب من أهم مشاهد الفرحة في الجزائر، فضلاً عن تبادل الحلويات بين الجيران، في عادة قديمة متوارثة، كعربون محبة وتواصل بين أفراد الحي الواحد.
ولا تحتفل النساء في الجزائر بالعيد إلاّ عن طريق طهي حلويات تُزيّن بها صينية القهوة والشاي، إذ تُعتبر الحلويات التقليدية سيدة مائدة عيد الفطر في البلاد، مثل "المقروط" وهو حلوى تُصنع بالدقيق الخشن وعجينة التمر، ويُطهى إمّا عن طريق القلي في الزيت أو في الطاجن، ويوضع له العسل، فضلاً عن حلوى " الغريبية" التي حازت هي الأخرى على تصنيفات الحلويات في العيد، وتمّ توريثها من جيل إلى جيل. كما تُعتبر حلوى" البقلاوة" و"التشاراك" و"القريوش" وحلوى "المحنشة" و"الصامصة" من بين الحلويات التي تتزيّن بها مائدة فرحة العيد، وهي من الحلويات الأصيلة التي توارثتها العائلات أباً عن جدّ في معظم الولايات الجزائرية.
ورغم ظهور حلويات جديدة تنافس الحلويات التقليدية، إلاّ أنّ الأخيرة باتت تتربّع على عرش مائدة العيد في الجزائر، إذ تقول زهرة بن عبد الله، وهي ربة منزل، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ عيد الفطر هذه السنة يأتي في ظروف صحية صعبة، إلاّ أنّ النساء في البيوت لا يتخلّين عن فرصة إدخال البهجة والفرحة إلى قلب الأسرة من خلال التفنّن في طهي ما لذّ وطاب من الحلويات.
وفي أجواء متميّزة، تصنع النساء الحلويات في البيوت، إذ لا تزال بعض النساء من العائلات في مدينة البليدة، غرب العاصمة الجزائرية، يجتمعن في بيت واحد لأجل صناعة الحلويات التقليدية. وهذه العادة، رغم اندثارها نظراً للظروف الصحية والاجتماعية، إلاّ أنّ البعض ما زال يحافظ عليها للمّ شمل العائلات والحفاظ على تقاليد توارثوها منذ زمن طويل.
في مقابل ذلك، فضّلت بعض العائلات اقتناء حلويات العيد من المحلات الخاصة ببيعها، وفسّرت حبيبة زكري الموضوع لـ"العربي الجديد" بعدم قدرتها على صناعة الحلويات في البيت وتحمّل تكلفتها الباهظة. وتقول: "لجأت لشراء ما تيّسر لي من الحلويات لتفرح أسرتي".
وخلال الأيام الماضية، لاحظ التجّار العاملين في مجال بيع مواد صناعة الحلويات والفواكه الجافة المستخدمة فيها ضعف الإقبال على شراء هذه المواد، مقارنة مع السنوات الماضية التي كانت فيها العائلات تقدم على شرائها، بسبب تأثّر العائلات بالظروف الصحية الخاصة وتردي المستوى المعيشي للطبقة المتوسطة في الجزائر بشكل عام. ومع موسم عيد الفطر، نشطت هذه السنة ظاهرة جديدة، تتمثّل بقيام أسر وفتيات بصناعة الحلوى على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الشابة آية بومعزة، من ولاية ميلة شرقي الجزائر، والتي تعرض ما تصنعه على صفحة خاصة أنشأتها على موقع فيسبوك، كما تقدم عليها عروضاً للعائلات لشراء الحلويات.