حكومة سوناك تخيّب آمال الأطفال الفلسطينيين البريطانيين

18 يناير 2024
من فعالية تضامنية مع أطفال فلسطين في لندن (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يأت ردّ الحكومة البريطانية على مستوى توقّعات أطفال غزة البريطانيين، الذين ناشدوا رئيس الوزراء ريشي سوناك وقف إطلاق النار وإنهاء استهداف الأطفال في غزة، في عريضة بتاريخ 13 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023.

وعلى الرغم من تجاوز عدد الموقّعين على العريضة 2500 مراهق وطفل، انطلاقاً من إيمانهم بديمقراطية بريطانيا وحقوق الطفل، ومن ضمنها حمايته من المعاناة النفسية، الناجمة عن الخسائر التي مني بها أهاليهم في غزة، لم تلق صرخاتهم آذاناً صاغية في أروقة السياسة البريطانية، ولم تلامس نفوس الساسة البريطانيين.

وجاء ردّ الحكومة على لسان اللورد طارق أحمد، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة، برسالة في 17 يناير/كانون الثاني 2024، مخيباً لآمال هؤلاء الأطفال، على الرغم من اعترافه بخطورة الأوضاع. توضح الرسالة موقف بريطانيا الرافض لـ"إرهاب حماس" ودعمها "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

ومن بين المضامين البارزة في الرسالة اعتمادها خطابًا يُشبه إلى حد كبير خطابات كبار الساسة البريطانيين، وتأكيدها على "القلق العميق إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، والتزام بريطانيا بمواصلة المطالبة بتحقيق استجابة فورية ومتناسبة من قبل إسرائيل".

وتأتي هذه التصريحات في إطار يبرز توحيد الرأي بين كبار الساسة البريطانيين الذي يؤكّد على ضرورة مواصلة ممارسة الضغط الدبلوماسي على إسرائيل. لكن في محاولة خلق توازن، تنوّه الرسالة إلى أهمية التصدي لأفعال "حماس"، بينما تظهر الاهتمام أيضًا بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة، كمحور رئيسي لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع.

وسلّطت الرسالة الضوء على الجوانب السياسية والاستراتيجية، وتجاهل النداء الإنساني للأطفال الذين طالبوا بوقف القصف الجوي والبري والبحري على غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع المحاصر.

وبينما تأمّل الملتمسون رد فعل أكبر ووضع حدّ لمعاناتهم، جاء رد الحكومة البريطانية مستخدمًا لغة حذرة، لا تعد بإجراءات مباشرة أو اعتراف واضح بمخاوف الأطفال، وهو ما يظهر تحفظًا يثير التساؤلات حول مدى تأثير صوت الأطفال في بريطانيا على القرارات السياسية في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة.

وكانت هذه العريضة جزءاً من حملة نضالية واسعة النطاق، حيث شهدت بريطانيا اعتصامًا حاشدًا نظمه التحالف المؤيد لفلسطين. وتميّزت بكونها تحمل في طياتها صرخات أطفال بريطانيين من غزة، تحدّثوا ببراءة عن معاناتهم وأعربوا عن مخاوفهم العميقة بشأن الوضع في غزة، ومن بينهم فراس شملخ، الناشط الصغير ذو الـ11 ربيعًا، الذي قال: "أطفال أبرياء يفقدون حياتهم في غزة كل عشر دقائق، بينما يبقى العالم صامتًا. حكومتنا تُسهِم في هذا القتل".

أمّا تالين رضوان، البالغة من العمر 10 سنوات، فقالت: "ترتسم في مخيلتي ذكريات لعبي مع أبناء عمومتي في غزة، واستمتاعي بالأطباق التي كانت تُعِدّها جدتي كالدوالي والمقلوبة. أما الآن فلا ترى عيناي إلا الألم والحزن".

تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأطفال أرسلوا نسخة إلكترونية من العريضة إلى زعيم المعارضة كير ستارمر، إلا أنها لم تلقَ ردًا بعد.

المساهمون