قبل سنوات، قرّرت إيمان العدوي؛ ابنة منطقة بشتيل في محافظة الجيزة، شراء دراجة نارية لاستخدامها في الذهاب إلى عملها كي تستطيع تجاوز الزحام، والطرق غير الممهدة، إلا أن عملها لم يستقر بسبب الظروف الاقتصادية التي جعلتها تخسره، مما دفعها للتفكير خارج الصندوق بجعل وسيلة مواصلاتها مصدراً للرزق، ودشّنت مشروعها لتوصيل السيدات والفتيات في محيط منطقة وسط المدينة والجيزة بتعريفة ثابتة لكل منطقة.
وتقول إيمان إنها جرّبت العديد من الوظائف المختلفة بعد التخرج من كلية التجارة، حيث عملت في تدريس المحاسبة وعدة وظائف إلى جانب التحاقها بالدراسات العليا في مجال دراستها، والتدريب على الألعاب القتالية والدفاع عن النفس، الأمر الذي دفعها إلى تجربة حظها في مشروع صالة ألعاب رياضية، إلا أن الإجراءات الاحترازية تسببت في خسارتها.
مع خسارة إيمان مشروعها ثم وظيفتها، دخلت في حالة من الاكتئاب، ولم تجد حلاً إلا مشروع توصيل السيدات باستخدام دراجتها النارية، فأعلنت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن مشروع توصيل السيدات، ووجدت إقبالاً من السيدات اللاتي يرغبن في وسيلة مواصلات آمنة وسريعة.
وتضيف إيمان "لم يكن من الممكن أن أستسلم للاكتئاب والخوف، خاصة مع الظروف الاقتصادية الحالية، فدشّنت المشروع وخلال ساعات وجدت دعماً كبيراً من نساء ورجال بالإضافة إلى استقبال عميلات يرغبن في وسيلة مواصلات سريعة مثل الدراجة النارية، ولكنهن لا يستطعن استقلالها في تطبيقات التوصيل المتاحة لأن السائق رجل".
وجدت إيمان أيضاً تعليقات سلبية من رجال يرفضن عملها، ولكنها ردت عليهم بأنه عمل شريف لا يوجد به أي تجاوز، وأن لا أحد منهم سينفق عليها أثناء جلوسها في المنزل. أما التعليقات الأخرى بأن النساء لا يستطعن القيادة، فردت عليها بأن "القيادة هي مهارة يتم اكتسابها بالممارسة، ولا يفرق هذا بين الرجل والمرأة".
وحول مميزات الدراجة النارية، قالت إيمان إن "الدراجات النارية وسيلة مواصلات سهلة وسريعة، لا سيما في الزحام والطرق غير الممهدة، كما أنها تمثل وسيلة للتنزه للركاب".